أقول حقا وقول الحق محتوم ... وكاتم الحق عند الله مذموم
الشيخ علي الرضى حفظه الله ورعاه حسنة من حسنات الدهر وولي من أولياء الله تعالى الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون بارك الله فيه وعليه وأيده بنصره
هذا هو الحق الذي لا يمتري فيه سوى من طمس الله بصيرته بالحقد أو بجهل حال الشيخ
والجهل داء قد تقادم عهده
في العالمين ولا يزال عضالا
كثيرا ما يتحدث الشيخ عن نفسه بعبارة بعيدة كل البعد عن العُجب مركزا على نفي ما يتصف به من صفات حميدة وكثيرا ما يقول في مجالسه العامة والخاصة :
الوَلاَيَ مَانِ مدَّاعِيهَ واعْلَ ربِّ مَـتْمَنِّيهَ
وفي تسجيله الصوتي الأخير الذي يطبعه الصفاء ورجاحة العقل والتواضع والصلاح الظاهر تحدث الشيخ فأفاض علما وحكمة بعبارة كافية شافية يفوح منها شذى الإنصاف وصفاء السريرة وطيب السيرة فبالغ مبالغة محمودة معهودة في هضم النفس وذلك ديدن الأكابر :
وليس يحتاج لهضم النفس
غير الأكابر لأمن اللبس
كلام الشيخ عن نفسه كلام العارفين بالله عز وجل المتحلين بمقامات اليقين وتلك مقامات عظيمة لا توزن بموازين المدونين الذين لم يعوا أن ما وصف به الشيخ نفسه نابع من خضوع وذل للعزيز الجبار وفيه درس تربية هم أحوج إلى الاستفادة منها
كلام الشيخ لم يتعود عليه أهل هذا العصر فربع التواضع والذل لذي الجلال خف آهله وقل أهله في زمان يحمل فيه حب الظهور والإعجاب والتعليق على إساءة الظن بأولياء الله تعالى الأصفياء الأتقياء
الديون التي تحمل الشيخ لم يستفد منها هو بل وجهها إلى ذوي الحاجات الذين قصدوه ولسان حالهم قول جرير :
كم باليمامة من شعثاء أرملة * ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر
يدعوك دعوة ملهوف كأن به * خبلا من الجن أو مسا من البشر
ممن يعدك تكفي فقد والده * كالفرخ في العش لم ينهض ولم يطر
فلبى الشيخ نداءهم وكان كلما عادوا عاد إليهم جوده وإحسانه
كم من فقير ذي عيال جاءه * فأفاده مالا فعاد فعادا
وقد اعتمد الشيخ على الله عز وجل واستعان به وحده في قضاء ديونه إلى أن وجد سبيلا لقضاء جميع ديونه بفضل الله تعالى وتوفيقه وحسن عونه فما ذا ينقم منه المدونون الذين لا يطالبونه بدين ولم يسمعوا منه غير الكلمة الطيبة الخالصة ومع ذلك لا تزال تكبهم حصائد ألسنتهم على الافتراء على الشيخ وتحريف كلامه الواضح الرائق الراقي وقد فاتهم أن كلامه غاية في الوضوح خال من الغموض والتكلف كما فاتهم للأسف الشديد أن يستفيدوا استفادة عميقة من تلك الرسالة تربية وسلوكا
يا ليت من جهل الصبابة ذاقها .
نقلا عن صفحة المدون / نادر العرقين .