نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الوشم، ومدى تأثيره على المردود البدني للرياضيين بشكل خاص.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن وشوم الرياضيين متنوعة بين الفنية، والواقعية، والمجازية، والتذكارية... وعلى هذا النحو، تحولت العديد من أجسام الرياضيين إلى لوحات من الرسوم المتحركة.
وأضافت الصحيفة أن الوشوم انتشرت في جميع أماكن الجسم، حسب اختيار الرياضيين، منها ما امتد إلى الحاجبين.
في المقابل، قليلون هم الذين يتساءلون عن مدى تأثير هذه الأعمال الفنية، التي تزين أجسام الرياضيين، على أدائهم الرياضي وصحتهم بشكل عام.
وذكرت الصحيفة أن أستاذ علم وظائف الأعضاء وعلوم الصحة، ماوري لويتكيميه، كان من الأشخاص الذين طرحوا مثل هذا السؤال.
وفي هذا السياق، أجرى لويتكيميه دراسة رفقة اثنين من طلابه تسلط الضوء على مدى تأثير الوشم على عملية التعرق. وعموما، تكتسي هذه العملية أهمية بالغة، نظرا لأنها المسؤولة عن تنظيم حرارة الجسم، وكونها أيضا نتيجة مباشرة لممارسة الرياضة.
وأفادت الصحيفة بأن الطبيب خوليو دي لا مورينا غارزون، المختص في طب التربية البدنية، يشارك لويتكيميه ويتفق معه، ويرى أن "الاعتقاد بأن الوشم الكبير له تأثير على القدرة على تبريد الجسم؛ منطقي للغاية".
وبحسب تفسير الطبيب غارزون، فإن "عملية الوشم تحتاج إلى غرس رواسب الحبر في الجلد في عمق يتراوح ما بين ثلاثة وخمسة مليمترات، وهو نفس عمق الغدد العرقية في الجلد. وخلال هذه العملية تؤثر الصدمات الصغيرة الناتجة عن تكرار الثقوب، على هذه الغدد. علاوة على ذلك، يؤدي وجود الألمنيوم، وهو معدن مشترك في صنع الحبر، إلى تقليص إفرازات العرق".
ونقلت الصحيفة عن الدكتور غارزون قولا أكد فيه أن "عملية التعرق في غاية الأهمية، نظرا لمساهمتها في تنظيم وتعديل حرارة الجسم".
وبفضل هذه الآلية، يمكن أيضا القيام بأي نشاط بدني بغض النظر عن درجات الحرارة الخارجية. علاوة على ذلك، يساعد العرق على إزالة مواد ضارة بالصحة، نظرا لأن الغدد العرقية جزء من الجهاز البولي.
وأوردت الصحيفة أن الوشم يؤدي إلى نقص الصوديوم في الجسم. لعل ذلك ما أكده الدكتور غارزون، الذي أشار إلى أن "الأشخاص الذين يمارسون تمارين رياضية مطولة وخاصة في المناخات الحارة، يعانون من خسارة كبيرة للصوديوم، وهو ما يعرضهم لخطر استنزاف احتياطات هذا العنصر في الدم. ومن علامات هذا الخلل في الجسم، نذكر تشنج العضلات، والصداع، والدوخة والغثيان...".
وأكد الأخصائي غارزون أنه "في حال تواصل التمارين الرياضية لأقل من ساعة، يمكن تعويض خسارة الصوديوم في الجسم عن طريق تناول وجبات مثل الخضروات والجبن الطازج والمكسرات، بعد الانتهاء من النشاط البدني".