يحكى أن محمد البيضاوي بن سيد عبدالله بن محمد بن أمانة الله الجكني " 1892 - 1945" الشهير بلقبه "باشا تارودانت" استقبل وفدا برئاسة سيدة فرنسية مدت إليه يدها فصافحها بيده وقد أحرجه الموقف، فقال له أحد مرافقيه:
يمكن أن أجد لك عذرا شرعيا من أحكام الضرورة فيه مندوحة.
فقال البيضاوي:
لاداعي لذلك دع الأمر ذنبا ارتكبه البيضاوي واستغفر الله منه.
عام 1961 ظَهَر الرئيس التونسي لحبيب بورقيبة وهو يفطر في نهار رمضان "ظهر المحرم" ودعا الشعب إلى الإفطار.. وحتى يُلبِس هذا الأمر لباسا شرعيا، طلب من مفتي تونس آنذاك، فضيلة العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور أن يفتي بجواز الإفطار بدعوى زيادة الإنتاج.
ظهر المفتي الشيخ محمد الطاهر بن عاشور على التلفزيون فاشرأبت إليه الأعناق، قال بن عاشور: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
صدق الله العظيم وكذب بورقيبة
وأفتى بن عاشور بحرمة الإفطار من غير عذر، وأن من يقول ذلك، فقد أنكر معلوماً من الدين بالضرورة، وأبطل دعوى أن الصيام ينقص الإنتاج.
بُهت بورقيبة، وما استطاعت الحكومة التونسية إلا أن تنسحب من الميدان، وأعلى الله فريضة الصيام في تونس.
غِبّ المحاولة الانقلابية في 16 مارس 1981، طلب الرئيس محمد خونه ولد هيداله من مفتي موريتانيا الإمام بداه ولد البصيري رحمه الله، الإفتاء بأن منفذي المحاولة محاربون فقال الإمام بداه مخاطبا هيداله:
هم ليسوا محاربين، وأنتم الصنادرة مثل " اكلابْ لخلَ" كلما انفرد اثنان بواحد أكلاه، ولن أصدر أنا حكما يظل سيفا مسلطا عل .ى كل منقلب وأبوء أنا بالإثم في أبد الآبدين.
قال هيدالة للإمام: أنا آمرك بذلك
فقال الإمام بداه: أنت علاقتي بك منقطعة فأقصى ما يكمن أن تفعله هو قتلي، لكن علاقتي بالله دائمة فهو يميتني ويبعثني ويحاسبني فأنا أخاف الدائم ولا أخاف المنقطع.
كامل الود .