نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى الإصلاحات والتحولات التي تعيشها المملكة العربية السعودية على يد طبقة سياسية مختلفة، يرأسها ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "السعودية، مهد الوهابية، التي أسست لظهور أيديولوجية التطرف العالمي، انطلاقا من أسامة بن لادن وصولا إلى أبي بكر البغدادي، تتطلّع نحو نهج جديد أكثر اعتدالا، وفي هذا السياق، صرح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان أن السعودية تريد التخلص من الفكر الوهابي والعودة إلى تطبيق مبادئ الإسلام المعتدل، المنفتحة على العالم والأديان الأخرى".
وأضافت: "الجدير بالذكر أن هذه الدعوة المفاجئة وغير المسبوقة للاعتدال في صلب النظام الملكي السعودي، قد وقع بلورتها في الإمارات العربية المتحدة، وذلك من منطلق علاقة الصداقة التي تجمع بين الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد".
ونقلت الصحيفة على لسان علي راشد النعيمي، مدير "مركز هداية" لمكافحة التطرف العنيف في أبو ظبي، أن "المملكة السعودية تعاني من مشكلة جوهرية على مستوى أيديولوجيتها، في المقابل، وفي السنوات الأخيرة، بادر قادتها بوضع إستراتيجية لمواجهة التحديات والتصدي للعنف في البلاد".
وأوضحت الصحيفة أن ابن سلمان قد استغل المؤتمر الاستثماري الذي عقد مؤخرا، لتسليط الضوء على مختلف نواياه الغامضة فيما يتعلق بسياساته المستقبلية، في الوقت ذاته، يعد ابن سلمان المسؤول عن التخطيط لبرنامج الإصلاح السعودي الطموح المعروف بمشروع "رؤية السعودية 2030" الذي يهدف إلى عدم الاعتماد بشكل كلي على النفط.
وتابعت الصحيفة: "ضمن مؤتمر مستقبل الاستثمار، صرح ابن سلمان، أن حوالي 70 بالمائة من السعوديين تقل أعمارهم عن الثلاثين سنة، لذلك لن نضيع 30 سنة أخرى من حياتنا في التعامل مع الأفكار المتطرفة، وبالتالي، سنعمل على تدميرها إلى الأبد".
وفي وقت لاحق، أورد ابن سلمان لصحيفة الغارديان البريطانية قائلا: "نحن دولة من مجموعة العشرين، التي تلعب دورا محوريا في الاقتصاد العالمي، بناء على ذلك، يعد التقدم بالسعودية نحو الأفضل وسيلة ناجعة لمساعدة المنطقة وتحويل العالم، نأمل في الحصول على دعم الجميع فيما يتعلق بمساعينا".
وأضافت الصحيفة أن ثورة ابن سلمان المزعومة ضد مذهب يعود تاريخ إنشائه إلى القرن الثامن عشر من قبل رجل الدين محمد بن عبد الوهاب، قد كانت موضع ترحيب من قبل الكثيرين، وإلى حد الآن، لم تواجه هذه البادرة سوى معارضة محدودة في المملكة، حيث عمد الملك سلمان، فضلا عن ابنه، إلى تضييق الخناق على كل من يظهر نزعة معارضة.