يبدو أن التقارب الجزائري الموريتاني وفتح معبر بري حدودي بين البلدين جعل عالي التحالفات الاقليمية سافلها وخلط أوراقا كثيرة فى حسابات كل من السينغال والمغرب
كان فتح المعبر الحدوي بين الجزائر والمغرب رسالة صامتة لكنها غير مشفرة بان الحركة التجارية النشطة بين موريتانيا والسينغال وموريتانيا والمغرب ستستبدل بحركة اكثر نشاطا وحساسية مع الجزائر وبالنسبة للمغرب فاي تقارب موريتاني جزائري هو بالأساس تقارب موريتاني صحراوي تخشى المغرب عواقبه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا
سارعت السينغال الى فهم الرسالة وقررت كبح جماح منظماتها والمنظمات الموريتانية المقيمة بها حتى لاتمضى قدما فى صب الزيت على نار الخلاف السياسي بين نواكشوط ودكار وتم التراجع عن حملة اعلامية وحقوقية سينغالية كان يراد لها ان تكون منظمة ومركزة لاحراج النظام الموريتاني
ولم تتاخر المملكة المغربية فى فهم الرسالة ومحاولة انقاذ مايمكن انقاذه من علاقات فاترة بين الرباط ونواكشوط وكان الثمن الذى يريده عزيز من الرباط هو راس رجل الاعمال ولد بوعماتو أوعلى الاقل ابعاده وترحيله من المغرب مقابل اعتماد سفير مغربي فى نواكشوط جلس طويلا ينتظر الموافقة ليس على اعتماده ولكن ايضا على استقباله رسميا فى نواكشوط
ان ابعاد المغرب لولد بوعماتو ( كما ورد فى أنباء لم تتأكد حتى اللحظة ) سيكون جزء من محاولة مغربية لجذب نواكشوط جنوبا وهي تنظر شمالا الى الجزائرليس إلا
ان التطبيع الاقتصادي بين نواكشوط والجزائر له انعكاسات سيئة على السينغال والمغرب خاصة وان عشرات الشاحنات المغربية والسينغالية تدخل موريتانيا يوميا ضمن مبادلات تجارية تخلق الاف فرص العمل وتغذى اسواق دكار والرباط ونواكشوط وتضخ دماء ولوفاسدة فى اقتصادياتها
لقد لعب عزيز ببراعة ورقة التقارب مع الجزائر وبصمت ايضا فلم تقم نواكشوط بالتهجم اعلاميا على المغرب والسينغال ولم تستضف اي معارض للنظامين هناك وحتى فى تقاربها مع الجزائر لم تهزهز فزاعة الجمهورية الصحراوية فى وجوه المغاربة ولم تتحدث عن كازامانص بؤرة وجع السينغاليين سياسيا وامنيا
اليوم ياخذ عزيز ثمن الصمت الذى قتل به خطط دكار والرباط لارباكه واحراجه فالسينغال ضايقت معارضيه والمغرب ( يقال إنه ) طرد ابرز غرمائه الاجتماعيين والسياسيين والاقتصاديين محمد ولد بوعماتو
إن السحب التى تظهر فى سماء الجزائر تمطر فى نواكشوط ويراها المغاربة والسينغاليون مجرد عواصف هوجاء لابد لمواجهتها من الدخول ولوتحت سقوف واطئة