وجه الشاعر المبدع الحسين ولد محنض رسالة غير مشفرة إلى رئيس الجمهورية ولد عبد العزيز فيها ابلغ له النصح و رشده إلى الصواب عين الصواب مطالبا منه بصريح العبارة " دَعِ ابْنَ أَبِي عَمَّاتُو تَغْنَمْ وَلاَ تَرُمْ "حيث جعل تلك النصيحة عنوان قصيدة و صدرا لبيت منها :
وهذا نص قصيدة الشاعر المبدع الحسين ولد محنض كما جاءت من المصدر :
عَزِيزُ انْتَبِهْ هَذِي نَصِيحَةُ حَازِمِ
بِبَعْضِ تَدَابِيرِ الْمَقَادِيرِ عَالِمِ
دَعِ ابْنَ أَبِي عَمَّاتُو تَغْنَمْ وَلاَ تَرُمْ
سَلاَمَةَ نَفْسٍ بِاهْتِضَامِ مُسَالِمِ
فَمَا الأَمْرُ إِلاَّ بَعْضُ وَجْهِ سِيَاسَةٍ
يَخُوضُ الْفَتَى فِي مَوْجِهَا الْمُتَلاَطِمِ
إِذَا نَجَحَتْ كَانَتْ مُنًى قَدْ تَحَقَّقَتْ
وَإِنْ فَشِلَتْ كَانَتْ كَأَحْلاَمِ نَائِمِ
فَلاَ تَشْتَغِلْ فِيهَا بِمَا لَيْسَ مُجْدِيًا
وَلاَ نَافِعًا وَأْمُرْ بِكَفِّ الْمَظَالِمِ
وَرَاعِ زَمَانَ الْوَصْلِ فَالْحُرُّ صَرْمُهُ
لِذِي الْوَصْلِ بَعْدَ الْوَصْلِ لَيْسَ بِصَارِمِ
وَرَاعِ عَطَاءً كَانَ يُعْطِيهِ قَبْلَ أَنْ
تُحَقِّقَ فِي الإِعْطَاءِ بَعْضُ الْمَحَاكِمِ
فَإِنَّ عَطَايَاهُ الْغِزَارَ تَتَابَعَتْ
تَتَابُعَ أَمْوَاهِ الْغُيُوثِ السَّوَاجِمِ
فَقَدْ كَانَ يُعْطِي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ
أُنَاسًا عَطَايَا حَاسِرَاتِ الْعَمَائِمِ
وَمِنْهُمْ رِجَالٌ حَوْلَكَ الْيَوْمَ أَوْ نِسَا
فَسَلْهُمْ وَلاَ تَسْمَعْ مَقَالَةَ وَاهِمِ
فَإِنْ كَتَمُوهَا خَبَّرَتْكَ "دِيَارُهُمْ"
فَكَمْ بَقِيَتْ فِي "الدَّارِ" أَخْبَارُ كَاتِمِ
وَلَمْ تَكُ فِي تِلْكَ الْعَطَايَا دِلاَلَةٌ
عَلَى أَيِّ شَيْءٍ غَيْرِ بَذْلِ الدَّرَاهِمِ
فَمَا هُوَ إِلاَّ مِثْلُ حَاتِمِ طَيِّءٍ
وَكَعْبٍ وَمَعْنٍ وَالْيَزِيدِ بْنِ حَاتِمِ
إِلَى مَعْشَرٍ غُرٍّ أَمَاجِدَ يَنْتَمِي
نَمَاهُمْ إِلَى الْعَلْيَاءِ سَيِّدُ هَاشِمِ
وَدَعْ عَنْكَ فِعْلاً لِلشُّيُوخِ قَدِ انْقَضَى
فَعِرْفَانُ مَعْنَى فِعْلِهِمْ غَيْرُ لاَزِمِ
وَلاَ تَسْجُنِ الْمَعْلُومَه مَهْمَا يَكُنْ فَلاَ
يَلِيقُ بِهَا إِلاَّ اصْطِنَاعُ الْمَكَارِمِ
فَمَا أَكْرَمَ الْفَنَّ الأَصِيلَ وَأْهْلَهُ
كَرِيمٌ وَأَمْسَى قَارِعًا سِنَّ نَادِمِ
وَأَغْلِقْ مِلَفَّا لَيْسَ يُثْمِرُ فَتْحُهُ
وَلَيْسَ لَدَى أَهْلِ النُّهَى بِمُلاَئِمِ
وَكُلُّ خَوَافٍ لَسْتَ تُدْرِكُ كُنْهَهَا
فَدَعْهَا الْخَوَافِي قُوَّةٌ لِلْقَوَادِمِ