كانت فاطمه السالمه بنت البُوبّانْ مطربة ذات صوت شجي لا مثيل له في زمانها.. كانت من اللائي يطرب لسماعهن العلامة الشاعر امحمد ولد أحمد يوره. قال بحقها "كيفانا" وأبياتا ضاع الكثير منها. غادر الشاعر المحصر وهي جد حاضرة بشخصها المحبب وشخصيتها القوية وصوتها الناعم الآسر.. بعد فترة عاد الشاعر من "لكّتْ حمزة"، فإذا هو يمر، دون قصد منه، من بين أضرحة في مقبرة تندَكْصَالـَـه (المعروفة بـ"احسيْ لعليات").. نظر العلامة الشاعر يمنة ويسرة فهاله "لوح" نقش عليه: "هذا قبر فاطمه السالمه بنت البُوبّانْ". لقد اختطفها الموت فجأة في غيبته ولم يعلم بذلك الخبر المفجع. كان المشهد محزنا: تلك المطربة التي ملأت عالم الأحياء تملأ الآن عالم الأموات!. إنها صديقته المولع بصوتها الملائكي الجميل. قال امحمد وهو يرنو إلى قبرها المهيب:
يا روضة عند تندَكْصَالَ حُيّيتِ** ومن أذًى ولظًى في القبر نـُجّيتِ
يا ذات صَوْتٍ وصِـيتٍ عند فقدهما** لم يبقَ في الحي من صوتٍ ولا صِـيتِ
للتذكير فمقبرة تندكصاله (الواقعة على بعد كيلومترات شمال مدينة روصو على طريق المذرذره) تضم بين جنباتها المرحومه مريم تغله بنت أربيه: والدة الشيخ بابه ولد الشيخ سيديّ وأخيه الشيخ سيدي المختار.
نقلا عن صفحة المبدع / Med Vall Sidi Meila .