من خلق الله من جُبِلَ على الدناءة و النذالة ونكران الجميل و كُفْرِ العشيرِ و التنكُّرِ لكل من أحسن إليه أو عليه تعرف في أيام الشّّدةِ ومع كل ذلك اكتسب وقاحة أو قُلْ صفاقة قل نظيرها بحيث يُحاول جاهداً أن يجعل من نفسه استاذا يُعْطى غيره الدروس في القيم و المُثُلِ ناسيا أو متناسيا أنه هو احوج خلق الله لتلك الدروس و القيم , ففي ذلك النوع الدنيئ من خلق الله يصدق قول الصادق المصدوق صلَّ الله عليه وسلم " إنما ادرك الناس من كلام النبوءة الأولى إذا لم تستح فصنع ماشئت " .
فمن ذلك النوع من اصناف البشر الدنيئ موثق عقود موريتاني يُدير الآن مكتب للتوثيق في قلب العاصمة انواكشوط له قصة مع نكران الجميل و المكر و التربح من آلام الغير ويكن ذلك الغير هو ولي نعمته وصانعه من العدم ومن مدّ له يد المساعدة في أحلكٍ الفترات ايامه حافيا عاريا قبل أن يصل إلى مرحلة التّطاول في البنيان .
قصة الموثق النذل الذَكر حتى لا أقول الرجل هي :
كان عاملا بسيطا فقيرا مسكينا مدفوعا بالأبواب تعرف على رجل شهم فرَقَّ لحاله و اتخذه زميلا له ـ رغم فارق السن والمكان والمكانة بينهما ـ واسكنه معه في بيته السنين ذوات العدد و شاءت الأقدار أن يموت صاحب الفضل عليه في حادث سير مفاجئ فتُظْلِمُ الدنيا في وجهه , ثم يهتدى إلى فكرةٍ شيطانية هي التودد لزوجة ولي نعمته اثناء فترة عدتها من زوحها ـ اريعة اشهر وعشراً ـ فيقنعها أنه الزوج المناسب لها بعد رحيل زوجها ـ ولي نعمته ـ وأنه ما دفعه لذلك سوى الشفقة عليها ومحاولة منه لرد بعض جميل زوجها عليه , فتنخدع المسكينة بتودده ـ وليتها ما فعلت ـ , فتيم ذلك الزواج المشؤوم ويرزق منها ببنات ثلاث ـ اعليه بالماره ـ ثم يُكشِّرُ الموثق النذل عن انيابه ويظهر على حقيقته فيقوم بسرقة اوراق جميع ماتركه لها زوجها ـ وولي نعمته هو ـ ويُحرِّرُ عقوداً ـ وهمية مزورة ـ صادرة من مكتبه ـ على انها باعته منزلين في عرفات ـ اعليه بالمارة ـ إحداها كان يسكن معها فيها والأخرى مقابلها في نفس الشارع , وهو التصرف الذي فاجئ المسينكة صدوره من زوجها و صديق زوجها السابق ولما واجهته بالحقيقة ارغى وازبد وطلّقها و هجرها وبناتها الثلاث دون أن يلتزم بأي نفقة أو كسوة لها أو لهن, وهو ما اوقعها في صدمات نفسية انعكست على صحتها فأصيبت بالضغط و السكري وأخيرا بجلطة دماغية وتدهورت صحتها دون أن يلتفت إليها أو يرِّقَّ لها حتى وافاه الأجل المحتوم .
الموثق النذل الآن يتشدق بأنه عصامي بنى نفسه بنفسه وأن مافيه الآن من محبوبة النعيم هو عرق جبينه وهو في الحقيقة مجرد ذئبِ بشري نذل حقير سمّنه ولي نعمته فانقلب على زوجته وسرق ممتلكاتها بكل وقاحة وصفاقة .
يتواصل .........