وجه سياسي إيطالي انتقادات لاذعة للبابا فرنسيس، ما دفع سياسيين آخرين لمهاجمته.
ودعا البابا فرنسيس الزعماء السياسيين للدفاع عن حقوق المهاجرين، قائلا إنه يجب تقديم سلامتهم على المخاوف المتعلقة بالأمن القومي، وإنه ينبغي ألا يخضعوا للترحيل الجماعي.
وردا على تلك الدعوات، قال القيادي اليميني الإيطالي، زعيم رابطة الشمال، ماتيو سالفيني، إن "البابا فرنسيس إذا رغب في قانون لمنح الجنسية لأبناء المهاجرين، فليطبقه في بلاده، دولة الفاتيكان". وفق وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء.
وكتب زعيم الحزب اليميني، الذي يرفض ما يصفه بـ"غزو" المهاجرين لإيطاليا، على صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي: "إذا رغب ذلك البابا فليفعل، ولكن أنا ككاثوليكي، لا أعتقد أن إيطاليا يمكن أن تستضيف وتنفق على العالم بأسره. أعطوا الله ما هو لله، ولقيصر ما لقيصر".
من جهته، قال سياسي يساري إيطالي إن كلمات سالفيني المتغطرسة ضد البابا لا يمكن قبولها إطلاقا.
وأضاف النائب من الحزب الديمقراطي (الحاكم)، دافيدي إيرميني، أن "النبرات المتغطرسة التي يهاجم بها سالفيني الأب الأقدس جارحة"، التي "يدعو من خلالها إلى النظر بتضامن وعقلانية إلى ظاهرة الهجرة".
ولقد ذكّر البابا في رسالة موجهة لليوم العالمي للمهاجرين، مطلع العام المقبل، بأنه "في مجال احترام الحق العالمي بامتلاك الجنسية، يجب الاعتراف بذلك، واعتماده على النحو الملائم بالنسبة لجميع الأطفال وقت ولادتهم"، وذلك "من خلال تشريعات وطنية تمتثل للمبادئ الأساسية للقانون الدولي".
وكان الحزب الديمقراطي، الذي يقود الأغلبية الحاكمة في إيطاليا، أعلن في وقت سابق العزم على إقرار مشروع القانون الخاص بمنح الجنسية لأبناء المهاجرين المولودين في إيطاليا قبل العطلة الصيفية، إلا أنه تراجع عن ذلك، في خطوة وصفها سياسيون في أقصى اليسار بمحاولة لتجنب خسارة أصوات لشرائح ناخبين في الانتخابات البرلمانية القادمة، خاصة مع استمرار الجدل السياسي حول تواصل تدفق المهاجرين عبر البحر المتوسط نحو السواحل الإيطالية.