يمكن القول ان نواكشوط رمت شوارعها وساحاتها اليوم بافلاذ كبدها
حشد التكتل والمنتدى والتشكيلات السياسية والحقوقية الرافضة للمساس بالدستور التجمع الجماهيري الاكبر فى العاصمة منذ عدة سنوات
يصعب تحديد العدد لكن بالنظر الى ان ساحة ابن عباس والنواصى والشوارع المحاذية لها لفظت المحتشدين فمن الاكيد ان الامر يتعلق بحوالى 40 الف شخص على الاقل
كانت الحشود منضبطة منسجمة يطبعها الهدوء والانسجام التام والمسؤولية الوطنية
كان لافتا ان اغلب الحضور هذه المرة هم ناخبون من فئات عمرية مختلفة وتلك رسالة على النظام ان يقراها
من اللافت ايضا حضور مواطنين بلا انتماءات سياسية اوحقوقية منهم موظفون حكوميون وقادة راي من اعلاميين وشعراء وادباء واساتذة ومعلمين واطباء وعمال من مختلف الفئات المهنية
حضرت كل الالوان والاعراق والشرائح الوطنية فى لوحة عكست فسيفساء المجتمع الموريتاني
كان التنظيم رائعا فطوال المسيرات الثلاث من سوق عثمان وسوق لكبيد والعيادة المجمعة وحتى نهاية المهرجان الخطابي لم تسجل اية حادثة تعكر اجواء التظاهرة لاحادثة سرقة ولاحتى شجار جانبي عكسا لماحدث مثلا فى مهرجان ولدمحم فى بوتيلميت الذى شهد تصرفات غوغائية وشجارا تسبب فى تاخيره وارباك مساره
كان هناك وجود مكثف للامن ولكن على اطراف المسيرات وبعيدا عن ساحة التجمع فلم يحدث اي استفزاز او احتكاك بين المتظاهرين ورجال الامن فكلا الطرفين تحلى بالمسؤولية وضبط النفس وتحاشى اي شكل من اشكال الاحتكاك وهو ما البس المهرجان وقبله المسيرات ثوبا من الطمانينة والسكينة العامة
حمل المتظاهرون العلم الموريتاني ولافتات ترفض المساس بالدستور وذابت فى العلم والشعارات كل الفوارق العرقية والسياسية بين الحشود
يبدو هذه المرة ان التكتل والمنتدى عملا معا وبجهد وتنسيق منضبط الى جانب بقية حلفائهما على تنظيم الحشد والتعبئة له بكل جدية وصرامة ودون اتكالية هذه المرة
فضلت المعارضة هذه المرة زيادة طريقين اضافيين فبعد طريق البقرة الذى سلكته كل السنوات الماضية بين مسجد المغرب ومسجد ابن عباس قررت السير على طريق النعجة بين سوق الاثاث صونادير وكرفور مدريد وصولا الى ساحة ابن عباس
وطريق المعزاة بين سوق لكبيد وكرفور مدريد وصولا الى ساحة ابن عباس طبعا مع التخفيف على البقرة التى اصبح طريقها من العيادة المجمعة الى ساحة ابن عباس وكانت اصلا من مسجد المغرب الى ساحة ابن عباس
الربط كان ضعيفا باهت الحماس خاصة باللغة العربية بينما كان اكثر حماسا وتحريكا للجماهير باللغات الوطنية الاخرى
خطابات قادة المعارضة حملت عدة رسائل منها :
ـ أن الإستفتاء خرق سافر للدستور .
ـ وأن لا مشكلة مع الجيش وإنما مع نظام لايرعى إلاً و لاذمة فى مواطنيه .
ـ وأن المعارضة ستعمل على اسقاط التعديلات الدستورية بكل مالديها من وسائل .
ـ وأن مهرجان اليوم بداية وهناك تحرك مماثل داخل البلاد لرفض التعديلات الدستورية
ملاحظة أخيرة :
كان المهم من تظاهرة اليوم نقل صورة الرفض الصاخبة للراي العام العالمي أما محليا فلاعبرة بهذا الحشد فلوان المعارضة شحنت سكان الصين وظللت بهم مساحة البلاد كلها لما تغيرت إرادة النظام المصر بخيله ورجله على تنظيم استفتاء صوري لفرض تعديلات خارجة على القانون وغير دستورية ولاتحظى بالاجماع المحلي .