بعض الأحداث والتفاصيل اليومية رغم مرارتها وأوجاعها بقدر ما تظهر إيمان البعض وتسليمه بقضاء الله وقدره واستعداده الأخلاقي والإنساني لتحمل المسؤولية المترتبة عليها ؛ قد تكشف جانبا آخر يفتقد أصحابه أبجديات الإنسانية وتنعدم فيهم المروءة وأخلاق الرجال عامة والمشبعة بتعاليم الإسلام خاصة ؛ لكن هذا الجانب ظل مغيبا ومزيفا بمساحيق رخيصة ومزورة لبعض مدعي السياسة والاهتمام بالشأن العام ..
ذلك ما كشف عنه الحادث الذي تسبب فيه الشيخ محمد ولد غده على طريق روصو ففي حين كانت الأخلاق والإنسانية وتعاليم ديننا الحنيف تلزم الشيخ وزمرته بمواساة ذوي الضحيتين والوقوف إلى جانبهم على الأقل أيام التعزية الثلاث؛ فضل مدعوا المبادئ الوقوف إلى جانب الجاني والتبجح بحصانته المزعومة والتقول بالباطل على السلطات التي أرادت أن تطبق القانون وتنصف ذوي الضحية المساكين ؛ بل إنهم ذهبوا أبعد من ذلك من خلال محاولة إلباس القضية لبوسا سياسيا تارة وحقوقيا تارة أخرى مؤكدين بذلك أنهم في حالة وصولهم إلى سدة الحكم لا قدر الله سيدوسون على الفقير والمسكين الذي أولاه نظام التغيير البناء عناية خاصة بل إنه وضع كافة مقدرات وخيرات البلد وأجهزته وإداراته تحت تصرفه في سابقة أصبحت نموذجا يحتذى في دول الجوار والإقليم .
أعجب من كيل من يدعون المعارضة انطلاقا من مصالح الشعب بمكيالين ففي حين أنهم يتقولون على النظام بالباطل ويلفقون له التهم المعلبة جزافا بل ويتفننون في حبكها ونسجها من خيالاتهم المريضة والمتعفنة بجرعات زائدة من النرجسية والحرص على المصالح الشخصية الضيقة ، هاهم يسقطون عند الكيلومتر 22 في حفرة تعبوا ردحا من الزمن في حفرها للإيقاع بجنود وأنصار برنامج التغيير البناء؛ وكان سقوطهم مدويا مخالفة للقانون بالقيادة دون تأمين ومخاطرة بأرواح المواطنين بسرعة زائدة وحتى تكتمل أضلاع مثلث السقوط إلى الهاوية أبانوا عن استحقارهم لأرواح المواطنين وكأنهم دمى يتم اللعب بها وحين تلفها يتم تعويضها وأي تعويض يعيد لأيتام حنان الأم ودفأ حضنها !
رغم الآلام والأحزان فضح الحادث عصابة طالما تظاهرت بالحرص على مصلحة المواطنين وحين أتيحت لها الفرصة لتترجم ادعاءاتها على أرض الواقع تنكرت للمواطن وانتصرت لأحد أفرادها لتؤكد بذلك أن دافعها ومحركها الرئيسي هو مصالحها الضيقة ولو كانت على حساب الأيتام والنساء ولتبرهن أيضا أن الغاية لديها تبرر الوسيلة .
رحم الله الضحايا وأسكنهم فسيح جنانه وجنب بلادنا شرور المتمصلحين .