امَّيْنْتَاهَا: الحبُّ ينفي ويقتل الحشرات
لما سمعتُ تَبْرَاعْ الناجي صائفة الفين وأربعة، هزني الطرب، ودعاني الهوى إلى شوق من أهوى!!
استحثني الطلب إلى طلب أين تكون امَّيْنْتَاهَا؟ وفي تلك الغضون، قيض الله أن دعاني صديق إلى زيارته في مدينة ارْگيزْ، وتمت أفضال الله بدعوته امَّيْنْتَاهَا لتسمعنا تَبْراعْ الناجي، فغنّت:
الـــنّاجَي تُـــلَـاهِي --- والنَّاجِي عيْنَيَّ
والنَّاجِي مَا لَـا هِي --- يَــــرْخُوكْ ايْدَيَّ
النُاجي مَجَاني --- ولَـا شـارْ اعْليّ
الـنَّاجِي خلَّاني --- مــــكتـوله حَيّ
الـنَّاجِي جيبُ --- آنَ نَـُــــتْحّنَّ
نَگْبَظْ منْ جَيْبُ --- ذاكْ النَّتْمَنَّ
بكيت أنا شيئا من البكاء!!
كانت قصة غرام امَّيْنْتَاهَا طرية آنداك، وكان الناجي قريب العهد بها، غادر ارْگيزْ قبل ذلك بوجيز مع الجماعة الذين يعمل لديهم!!
تعاهدت السؤال عن أخبار امَّيْنْتَاهَا والناجي، فأنا أسير القلب مع صبابات المحبين!!
اليوم طرقني فيديو منتشر على الوتساب، وما كدت أفتحه حتى تبينتُ امَّيْنْتَاهَا، رغم السنوات الطويلة، على رؤيتها، وعلى فراق الناجي ولد بلال!!
ضاع الناجي، وعميت الأخبار، وتتالت الأعوام... فوا أسفاه على الناجي!!
يــلالــي مَـــثْقَــلْ حَــدْ مَــرْ --- عَگــلُ بالليْــعة واصْــهـــرْ
مَــرْبـــوطْ ابْحــدْ وذاكْ مَــرْ --- ـبُــوطْ ابْـشِ عَـنُّــو خَــافِ
تَـــــــخْمَـــامُ وافِ واصْـبــرْ --- وافـِ والـــــــزمـــــــنْ وَافِ
وِبـــاتْ امـــلّ مَــــــا انعسْ --- لَـــــــيْــلُ ذَ مـــاهُ كــــافِ
يَلْعبْ بيــهْ الْـــغَــيْــوانْ مَـسْ --- ـتَـگْبَــلْ مـــرَّه وامگـــافِ
قالت امَّيْنْتَاهَا في تسجيلها إنها: طَالْبَه الناجي لله، واستشهدت بـ "اطلبني تجدني" الحديث وإن كان به ضعف، لكنه صحيح المعنى.
من حاديات السلوك تلقاء المطلوب: الصدق، واللزوم في الطلب، والركون إلى حيث يحيلك الطلب، وطلاق الفتور، وتبتيت القنوط...
امَّيْنْتَاهَا تَعْگْبْ تَجْبَرْ النَّاجي، گال أبو إسماعيل الهروي: "المحبة تعلق القلب بين الهمة والأنس"
إذا وُجد الإفراد في التعلق مع تمحض الرجاء، طرق المطلوب باب الراجي:
وإني لأرجو الله حتى لكأنني --- أرى بجميل الظن ما الله صانع
منتهى الوصول بعد مسافات الآمال والأعمال واحدٌ، وإن اختلفت الطرائق!
زيد ابن حارثة - رضي الله عنه - طلبته الأسباب للوصول، وسلمان - رضي الله عنه - أراد الوسائل للحصول، وعَگْبُو بَعْدْ اجَابرُو هُومَ لثْنَيْن عند المطلوب!!
قالت امَّيْنْتَاهَا: "الحبُّ ينفي ويقتل الحشرات" جَايَّكْ منْ شُوْرُ، وإِعَدلْ گَاعْ الِّ مَا ذَاكُو!! ولا ينبئك مثل خبير!!
قال الشيخ الأكبر: في كتاب لا يعول عليه: 'كل حب يعرف سببه فيكون من الأسباب التي تنقطع لا يعوَّل عليه"
حَگْ امَّيْنْتَاهَا قالت إنها اطرَاوْ فيها شِيَّاتْ عَاگَبْ الناجي يَغَيرْ مَا طَرَّاوْ شِ:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى --- فصادف قلبا خليا فتمكنا
حقيقٌ ببوحِ امَّيْنْتَاهَا أن تلبى مطالبه، وذمة في أعناق أهل القلوب عونها، لو كان السهروردي القتيل حيا لكنت أنا وهو من طلاب آثار الناجي حتى نقوم عليه، بيِهَلي السهروردي من أهل الإنصاف حتَّ افْذَاكْ المَجَالْ:
ما على من باح من حرج --- مثلُ مابي ليس ينكتم
أشد عذابات الدنيا ألم الفراق، ولوعة البعاد!!
"وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم" قال المفسرون إن الكطيم هو: المكمود على الحزن.
ذَاكْ اصَّ گَاعْ يعقوب!!
"وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها" والعجيب أنها أوحي إليها من قبل: "ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين"
ذا مُولَاه ياللَّ إِعُودْ فوق المرجو من الطمأنينة وبْرُودْ لَخْلَـاگْ، يَغَيْر فراق الأحبة عذاب أليم!!
ليلة الرجوع من أحد. والمرور ببني عبد الأشهل، ذاك مَا يَنْتْسَ!! وفي الأحزاب لما قام علي - رضي الله عنه - لمبارزة عمر ابن عبد ود، قال صلى الله عليه وسلم: "اللهم إنك أخذت عبيدة بن الحارث يوم بدر وحمزة بن عبد المطلب يوم أحد وهذا علي فلا تدعني فردا وأنت خير الوارثين"
وقبل ذلك عام الحزن، وبعد ذلك استشهاد جعفر - رضي الله عنه - في مؤتة!! فقدان الأحبة صريح الشدة....
وذَاكْ گَاعْ بَرَّدْ فيه لَخْلَـاگْ عبد الله ابن رواحة - رضي الله عنه - لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من وداعهم مسيرهم إلى مؤتة، فكان عبد الله يلتفت من خلال النخيل ليمتع النظر من رؤيته صلى الله عليه وسلم وينشد:
خلف السلام على امرئ ودعته --- في النخل خير مشيع وخليل
نظر الوداع حال الإدبار: أحمال تنوء بالقلوب الرقيقة!! رحم الله ولد الكصري كان يجيد فنّ الإلتفات! فقد قال ذات التفاته على دار إبَلْغَانْ:
واتْـــــلَفتْ اعْـــــــليهَا مرَاتْ --- كِيفْ الَّ ناسِ شِ فِيهَا
واعْگَبتْ امْنَينْ ابْعِيدْ ابْگاتْ --- وانْبَــيْتْ اتْــلَفَّتْ اعْلِيهَا
تَــــلْفِيتَ مــنِّ مَاخَـــــــلَّـاتْ --- فَــــــظْلَ لَُـاهِ نَكْرهْ بِيهَا
والَّ نَـــبْغِ ذَلِّ مَـــــــــــوجُودْ --- اتْلَ فَـــــالـدَّنْيَ رَاعِيهَا
مَانِ فِــــيهَا مــــوجودْ انْعُودْ --- نََــــــكْرَهَا واللّ نَبْغِيهَا
قوموا مع امَّيْنْتَاهَا يرحمكم الله، حتى تقوموا على الناجي، ويستقيم اللقاء
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما --- يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
هول الْبَانْ للجّميعْ .
تقلا عن صفحة الرائع / أحمدو بزيد .