جمعتني بها إحدى مراحل الدراسة لتنال بذلك لقب "زميلة"، و مضت كل منا لحال سبيلها حينا من الدهر،، قبل أن نلتقي مجددا بعد زهاء عقد و نصف العقد من الزمن.. كنت وقتها في نقل مباشر لوقائع حدث وطني هام... كانت فرحتي عارمة و أنا أشاهد " زميلتي القديمة" تلوح لي بيدها من بين الجمهور الحاضر.. و هي تشير إلى شخص بحانبها.. فهمت أنها تريد إبلاغي بأمر ما.. بادرت فورا إلى إحالة الميكرفون لزميلي الذي يشاركني النقل باللغة الفرنسية، و نزلت مسرعة لألتقيها.. إنها علاقة مقاعد الدرس، لأهلها موقعهم المميز في النفس... تبادلنا حديثا مقتضبا، بحكم انشغالي الآني في العمل، و قدمت كلانا عرضا سريعا عن مسيرة حياتها بعد الدراسة للأخرى من قبيل الإطمئان و التعرف على الاحوال. أخبرتي عن امتعاضها من كونها لم تكن "شيئا مذكورا" حتى تلك اللحظة.. رغم حصولها على وظيفة خدمية محترمة بفعل مؤهلاتها العلمية... و عرفتني على شقيقها الواقف بجانبها طالبة مني إجراء لقاء معه عل ذلك يسلط الضوء عليه كمهندس شاب حديث العهد بالجامعات الأوروبية. و بالطبع قبلت.. خصوصا أننا كنا بصدد إجراء بعض المقابلات أثناء البث المباشر.. عدت للبلاتو بعد وعدت زميلتي ببرمجة أخيها ضمن المقابلات المقررة أصلا.. و بعد أسابيع قليلة من هذا اللقاء ، فوجئت باسم زميلتي ضمن مرسوم صادر عن رئاسة الجمهورية يقضي بتعديل جزئي في الحكومة.. لقد أسندت لها حقيبة وزارية هامة و الحمد لله. باتت "شيئاً مذكورا" إذن، و دخلت للتعيين من بابه الواسع دون سابق ممهدات و لله الحمد.. و لكم أن تتصوروا غبطتي و أنا أتلق الخبر.. زميلتي عضو في الحكومة أخيرا ...
المهم.. إلتقينا بعد ذلك بأشهر، في زيارة رئاسية كنت مكلفة بتغطيتها ، و كانت " معاليها" ضمن الوفد الوزاري المرافق.. باركت لها التعيين من القلب و تمنيت لها مسيرة موفقة و عونا من الله على هذا التكليف الصعب.. أعطتني رقمها الخاص . و بعد أشهر تم تكليفها بحقيبة وزارية أخرى.. اتصلت بها لأول مرة بعد أخذي رقمها لأبارك المنصب الجديد.. لم ترد.. قلت في نفسي لعلها لم تعرف الرقم.. بعد قليل اتصلت.. فقلت في نفسي أيضا لعلها عرفت رقمي وهاهي تعاود الإتصال... فتحت الخط فخاطبتني دون سلام : ذيك افلانه؟! (كانت تقصد شخصاً آخر)!! قلت لها كلا. ذيك مغلاها! قالت لي: أهيه.. سمحيل أص.. انبان اخطات فالرقم.. قلت لها بشيء من الإحباط: عادي.. عموما آن كنت لاه انبارك لك اوتوف! الله ايبرك اعلين و عليك ذاك كامل.. لم ترد هي ، و لم أزد أنا.. و قطعت الخط و عشرات الأسئلة تتراقص في ذهني!! لماذا لا تبقى زميلتي على أخلاقها الطبيعية كسابق عهدها؟ ! و كيف يتغير الإنسان إلى هذا الحد؟! و ماهي عقدة البعض مع المعارف السابقين تجدد نعم الله؟إلى آخر الأسئله!
مسكينه "زميلتي" صاحبة المعالي!! ليتها تعرف ( عن ذللي لاحك فيه آدلكان . الملائكه حشاهم مايظروه!) .