للحياة السياسية – في بلدنا الحبيب - نظرة مختلفة وقوانين تجري بها غير مكتوبة تفرض على الناس طرقا ومفاهيم تكبلهم عن أفق ما هو موجود من تجارب الأمم خصوصا المتقدمة والتي نراها مدرسة فيما نحاول جلبه لديارنا من محاسن الأداء السياسي عند القوم
وذلك لعلة أساسية تقوم على شخصنة الحياة السياسية وربط الأحزاب والدول بالأشخاص، فحينما يكون استقالة رئيس بلد حدثا عاديا ومتوقعا ضمن سياقه الديمقراطي والسياسي يكون استقالة عضو حزب سياسي في موريتانيا أمرا جللا وحادثا يرعف الأقلام ويستنفد المحابر ولوحات الأجهزة.
في هذا السياق يأتي تفاعل المشفقين والشامتين بما تسرب من أخبار تخصني في الموقف المنصرم ويبدو أن الضغوط على وعلى السيد الرئيس جميل منصور فرضت علينا التوضيح قبل ما كان بَعضُنَا يخطط له.
1ـ من الامور التي أشيعت هي أنني أقف أمام انفتاح الحزب على الشركاء الوطنيين خصوصا من أصحاب السوابق مع في الأنظمة المتعاقبة وأطرها الذين الذين عملوا في فلكها وهو قول مجاف تماما لواقع تفكيري وسابق كدحي في انتشار تواصل عضوية وعلاقات فقد كنت مع الأخوة في القيادة نعمل جاهدين على تشذيب أفكارنا وتقريبها من أبناء الشعب الذين ندرك بان أغلبيتهم موجودة في الوعاء الحاكم وكنت وما زلت أعلن في الخطابات العامة بان تواصل لا يحوز على (مول) يصنع به مواطنين من خارج الموجودين في الإدارة والحزب الحاكم وغيره بل نعمل على إقناعهم كي ينضموا لمشروعنا فنستفيد من خبراتهم ويتخلقوا ببرنامجنا المتخلق بالإخلاص للأمة وثوابتها
لذلك نحوز اليوم علاقات شخصية بدوائر اجتماعية وشخصية وروحية من الأنظمة المتعاقبة ما دام ماضيهم في حدود المحتمل المقبول.
2 ـ وجه الاعتراض اذا هو على بعض الأسماء التي نالت من رمزية التطبيع ما لم ينل غيرها وأضحى الوسم التطبيعي عنوانا محفورا عنها في الذاكرة ولم تبذل أي جهد في الاعتذار للشعب وتصحيح ما لحق بها ولا يصح في هذا الباب مثلا مساواة الوزير محمد فال ولد بلال الذي اعتذر علنا وخالط بعد ذلك أهل مناهضة التطبيع ومشى في المسيرات نصرة لغزة أيام الحرب عليها ولم يكن قد حاز ذات الشحنة من تحدي مشاعر الشعب بأول خبر عن إعلان العلاقات مع الكيان الصهيوني.
يجدر التنبيه أن من سالف التجارب أن موقعي في القيادة قد يدفعني في أي لحظة الى الواجهة نيابة عن رئيسي وقد حدث ذلك عدة مرات اذكر منها مثلا مناسبة استقالة الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله وقد كان الحضور من مندوبي الوسطاء والرئيس السنغالي وفي اللحظات الأخيرة تعين علي الأمر بدل الرئيس جميل الذي تعذر وصوله من سفر هذا ما سوف يجعلني أقوم بدوري في جو لا ارتاح له والمسؤولية تقتضي في الثقافة الحقة للديمقراطية أن تقوم بالدور على أحسن وجه أو أن تتوارى من القوم وتترك المكان فلم يخلق لك ولا لأبيك وزوالك منه قادم لا محالة والأفضل أن تغادره مصيبا لا مخطأ.
3 ـ فعلا قدمت استقالتي من الوظيفة القيادية التي قد تحملني لتلك المواقف وهي استقالة من الوظيفة في نيابة رئيس حزب تواصل وليست - معاذ الله – استقالة من الحزب نفسه فتواصل بالنسبة إلي الحزب الذي يحوز عصارة الشعب الموريتاني من نساء عفيفات مضحيات وشباب عف خلوق يتوقد حماسة وعطاء ومشايخ وعلماء ودعاة إلى ما يحب الله ويرضى خلائقا وخلقا في اسوداد المفارق وأيد كادحة تنتج وتكتسب من الحلال وتقاوم وتسالم وتؤاخي
إنها الصفوة التي نبذ بتقواها تقى الأمم الأخرى على حد تعبير الشيخ محمد الأمين مزيد
وقد ترعرعت بين تلك الصحبة الخيرة وتعودت أخلاقها وحسن معشر أهلها فلا يؤذيك في مجالسهم ناب من القول ولا ريح من دخان ولا خلق يزري
وسأظل بإذن الله تعالى واحدا منهم وعاملا معهم ومخلصا لهم وسوف أكون جد مسرور كما عملت في قمرة القيادة أن أعمل في غبرائها حيث أكون فردا بينهم لا رأسا عليهم وسوف أجلس بين يدي رئيسي محمد جميل فور عودتي إلى البلد - ملتمسا منه أن ينفذني حيث يريد من مهام الحزب وأعماله المتشعبة بعيدا عن الوظيفة التي قضيت فيها عقدا كاملا من ومن حق الحزب إن يجدد فيها طاقته ويرقي بعض كوادره، وأن واثق من أنه سيستجيب لذلك ويتفهم الجميع الاستقالة التي لا رجعة فيها من الوظيفة لا من الدور ان شاء الله.