وضعت تل أبيب حدا للغموض الذي اكتنف الموقف الروسي من الغارات الإسرائيلية على سوريا، بعد استدعاء الخارجية الروسية للسفير الإسرائيلي في موسكو.
وبخلاف مزاعم بعض المتحدثين باسم النظام، ومن ضمنهم ممثله في الأمم المتحدة بشار الجعفري، فقد تبين أن موسكو لم تمارس أي ضغط على إسرائيل لوقف هجماتها في عمق سوريا.
وكشفت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، النقاب عن أنه ورغم استدعاء الخارجية الروسية للسفير الإسرائيلي في موسكو، فإن بوتين "منح إسرائيل مجددا ضوءا أخضر لمواصلة عمليات القصف في أرجاء سوريا".
وذكر أورن هيلر، المراسل العسكري للقناة خلال مشاركته في برنامج "المجلة" الذي بثته القناة الساعة الثامنة من مساء أمس، وتابعته "عربي21"، أن الروس أبلغوا إسرائيل بأن بوسعها مواصلة القصف، مشيرا إلى أن الروس استدعوا السفير الإسرائيلي للاستفسار عن السبب وراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قافلة سلاح بالقرب من حمص.
وأشار هيلر إلى أن الروس يبدون حساسية تجاه منطقة حمص تحديدا بسبب تواجد قوات روسية هناك، علاوة على أنها قريبة من مدينة طرطوس التي تضم أكبر قاعدة بحرية لروسيا على البحر الأبيض المتوسط.
وفي السياق، أشارت الإذاعة العبرية مساء الجمعة إلى أن الخارجية الروسية دعت السفير الإسرائيلي في موسكو "ولم تستدعه"، مشيرة إلى أن الخطاب الذي وُجه للسفير "صيغ بعناية حتى لا يفهم على أنه استدعاء، بل دعوة للنقاش حول فهم مسوغات الغارة قبل الأخيرة".
من ناحية ثانية، دعا مدير "مركز أبحاث الأمن القومي" الجنرال عاموس يادلين، الحكومة الإسرائيلية لإعادة تحديد أولوياتها في سوريا.
وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" السبت، واطلعت عليه "عربي21"، قال يادلين إن "إسرائيل مطالبة بإعادة ترتيب سلم المخاطر في سوريا"، مشيرا إلى أن "السماح لإيران وحزب الله بموطئ قدم في سوريا هو التحدي الأكبر، وليس إرساليات السلاح التي تصل حزب الله من سوريا".