جلست تعد الشاي في زاوية الغرفة كالعادة، قبالة المصباح الجانبي الواقع يمينا، بعد أن أطفأت الأضواء الرئيسية، بحيث كشف انعكاس الضوء الجانبي بشرتها العربية الصافية بسحنة إفريقية لاتخفى، وأظهر اخضرار ملحفتها اللافت، وأبان لمعان القلادة الذهبية المتدلية على جيدها، وكأنها هلال السابع من رمضان، والعقد الفضي بنجمة ذهبية على المنحر.. كانت تحاول إخفاء القلق البادي في عينيها، وهي تسند وجنتها على إحدى يديها والسبحة تتدلى من خلال أصابعها، بينما تتأمل علبة التجميل وتقلبها يمنة ويسرة دون أن تنتبه لإبريقها على النار وقد فاض شايه وأحدث شنشنة منسكبا في كل اتجاه، نبهتها على الأمر فابتسمت في حزن، وقالت: تصور أنهم سيرغمونني على طلاء أظافري ومقدمة شعر رأسي وشفاهي باللون الأحمر القاني ! .. قلت: إياك ثم إياك فالأخضر بنجم وهلال ذهبيين أجمل، والأحمر لايليق بك! .
نقلا عن صفحة المحامي / Avocat Mohamd Elmamy Moulayeely .