أثناء ممارستي لرياضة المشي هذا المساء صحبة صديق على طريق غير معبد وسط "الصحراوي " نسبة إلى رجل الأعمال احمد سالك ولد أبوه مالك شركة النجاح ! مررت بأسرة تقوم بحراسة منزل قيد الإنشاء كان أطفالها العرايا يتحلقون حول قدر يغلي بينما يحاول الاب النحيف رث الثياب زيادة إشعال النار بدس بعض مخلفات خشب البناء تحت القدر وكان يسعل بين كل فينة وأخرى بسبب الدخان الكثيف وغير بعيد منه كانت هناك سيدة تعد الكسكس التقليدي إستعدادا في مايبدوا لجولة البيع المسائية ، في الجانب المقابل من الطريق الموحش الخالي تماما من الزوار هذا المساء على غير العادة ! كانت تقف سيارة فارهة تقدر قيمتها "بعشرات الملايين" مظللة النوافذ ظنناها خاوية -لاول وهلة- قبل ان نتخيل مايبدو "صوتا" كسعال مكتوم داخل السيارة لينفتح الباب دون سابق إنذار وتترجل فتاة صغيرة لم تبلغ الحلم وتبدا في السعال ! عبق الجو مع فتح الباب برائحة "الحشيش" النفاذة ! قفز من باب السيارة المقابل فتى صغير يرتدي سروالا يصل للركبة وجذب الفتاة بقوة وأرجعها داخل السيارة وقفز في مقعد السائق وضغط دواسة الوقود بكل قوته ليعفرنا بالأتربة والغبار !
مشهدين تراجيديين مأساويين يفصل بينهما طريق واحد !
نقلا عن صفحة المبدع / حسنو القدوري عزيز .