ذات خريف مخصب في مرابع تنيخلف والحي قطن حيث استكف عراؤها بالغاب؛ زارنا قادما من انواكشوط، وكنت حريصة على مجالسته والإفادة منه - رغم حداثة سنه - وكان صحبه مراهقين أرادوا الاستمتاع بأجواء البادية والنجعة بين احيائها كغيرهم من أترابهم.
أردت أن أستبقيه لبعض الوقت، فدعوته للمقيل معنا، لبى الدعوة بأريحيته المعهودة؛ وانتظرت الغد على أحر من الجمر، فأعددت العدة ومنيت النفس بطرائف من الأدب فصيحا وشعبيا سأسمعها منه لا شك.
وحين قارب الوقت الظهر قلقت وأرسلت من يبحث عنه؛ فعرفت أنه وصحبه ذهبوا إلى حي (أهل ابريكي) على بعد أميال من حينا.
أحبطت وأسقط في يدي وعرفت أنه جاء متخففا من أعباء الدراسة والدرس.
وقت الغروب أقبل يتقدم أقرانه هاشا باشا..وحين عاتبته اعتذر، وقال إنه نسي.
أردت ممازحته فقلت:
اخْلِفْ لِي- مَا تِتْوَاسَ بْعْدْ-@ وِاغدَايَ رَاعِي مِشٌَييْكِي
جَمَالْ الْعَهْدْ؛ اسْهَى فِالرٌَدْ@ عَنْدْ اخْيَامْ أَهِلْ لِبْرَيْكِي
فما عتم أن أجاب:
فِالْحَاسِي ظَلٌَيْتْ إِيلَ مِتْ@ نِغْسِلْ دَرٌَاعَه وِاتْرَيْكِي
ؤُجَيْتْ إِلْ مِنْتْ الْعَمْ ؤُشَكٌِتْ@عَنٌِي كِسْتْ أَهِلْ لِبْرَيْكِي .
نقلا عن صفحة الدكتورة / باته منت البراء