ألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطاب الوداع في شيكاغو، متحدثا عن أعوامه في البيت الأبيض.
وقال أوباما إنه يريد العودة إلى “حيث بدء كل شيء” بالنسبة له وللسيدة الأولى ميشيل أوباما، بدلا من إلقاء خطابه من البيت الأبيض.
وقال أوباما “وفقا لكل المعايير، أمريكا مكان أفضل وأقوى مما كانت عليه منذ ثماني سنوات”.
وانتخب أول رئيس أسود للولايات المتحدة، 55 عاما، في فترته الرئاسية الأولى عام 2008، وكانت رسالته الانتخابية الأمل والتغيير.
وتعهد خليفته، الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بتقويض بعض السياسات التي تعد من أهم انجازات أوباما في فترتيه الرئاسيتين.
وسيجري تنصيب ترامب يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
وفي نبرة تفاؤلية، قال أوباما إن الانتقال السلمي للسلطة بين الرؤساء هو “السمة المميزة” للديمقراطية الأمريكية.
وقال أوباما متحدثا عن إنجازاته الرئاسية “إذا قلت لكم منذ ثماني سنوات إن أمريكا ستتغلب على الركود الاقتصادي، وستعيد تشغيل صناعة السيارات، وستبدأ أطول فترة لخلق فرص العمل في تاريخنا. إذا قلت لكم إننا سنبدأ فصلا جديدا مع الشعب الكوبي، وسنغلق برنامج الأسلحة النووية الإيراني دون إطلاق رصاصة واحدة، و أننا سنقضي على مدبر هجمات 11 سبتمبر/أيلول. إذا قلت لكم إننا سنحقق المساواة في الزواج (للمثليين) وسنضمن حق التأمين الصحي لعشرين مليون مواطن آخرين، لو كنت قلت لكم كل ذلك آنذاك، لقلتم إنني أبالغ في طموحاتي”.
وأضاف أوباما “في غضون عشرة أيام، سيشهد العالم العلامة المميزة لديمقراطيتنا: الانتقال السلمي للسلطة من رئيس منتخب بحرية إلى الرئيس الذي سيليه. أبلغت الرئيس المنتخب ترامب أن إدارتي ستضمن انتقالا سلسا، كما فعل معي الرئيس بوش”.
ومتحدثا عن مجابهة التطرف والإرهاب قال أوباما “نظرا للشجاعة الاستثنائية لقوات الأمن والجيش والاستخبارات وللدبلوماسيين الذين يدعمونهم، لم تنجح أي منظمة إرهابية أجنبية في شن هجمات على أراضينا في الأعوام الثمانية الماضية”.
وأضاف “وعلى الرغم من أن (الهجمات) في بوسطن وأورلاندو تذكرنا بمدى خطورة التطرف، فإن أجهزتنا الأمنية أكثر يقظة وفاعلية من أي وقت مضى”.
وقال أوباما “قضينا على عشرات الآلاف من الإرهابيين، ومن بينهم أسامة بن لادن. تمكن التحالف الدولي الذي نقوده من القضاء على قادتهم واسترد نحو نصف المناطق التي يسيطرون عليها. سيتم القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، ولن يعيش بأمان من يهدد أمريكا”.
وذكر أوباما في خطابه ثلاثة تهديدات للديمقراطية في الولايات المتحدة : انعدام التكافؤ الاقتصادي، الانقسامات العرقية، وانسحاب بعض قطاعات المجتمع إلى داخل ما أسماه “فقاعاتهم”، حيث تكون الآراء غير مبنية على “خط مشترك من الحقائق”.
وفي تعليقه الختامي، قال أوباما إن طلبه الأخير من الأمريكيين كرئيس: “أطلب منكم أن تكونوا على ثقة. ليس في قدرتي على عمل تغيير ولكن في قدرتكم”.
ورحلة أوباما إلى شيكاغو كانت رحلته الأخيرة رقم 445 على متن الطائرة الرئاسية.
وتفيد تقارير بأن 20 ألف شخص حضروا الخطاب الختامي لأوباما الذي ألقاه في ماكورميك بالاس أكبر مركز للمؤتمرات في أمريكا الشمالية والقاعة ذاتها التي ألقى فيها أوباما خطابه عقب هزيمة ميت رومني في انتخابات عام 2012.
ووزعت التذاكر بالمجان، ولكن بعضها كان يباع على الانترنت بأكثر من ألف دولار لكل منها قبل ساعات من الخطاب.