من ذلك البيت الطيني المتداعي الذي تحيط به الرمال إحاطة السوار بالمعصم, تطل عليك عجوز في ربيعها ٩٠ إذ لا تخفي ملامحها عمق المعاناة فتجاعيد المحيا وتثاقل الخطى بنبيك عن كل شيء ببيان .
حيث تركها بنوها هنا في هذه الأدغال لا ملجأ يحميها و لا إنسان يلاطفها أو يؤنسها , فكبير أبناءها يقضي في كل عام راحته في رحلات مكوكية إلى عواصم استكهولم ولندن وباريس وأياما قليلة معها , ولا يفكر إطلاقا في التغيير من واقعها المعيش ربما لأنه لم يعشه .
أما بقية الأبناء فلا صلة لهم بالعجوز حتى كأنها قضت نحبها من زمن سحيق , ما إن تحدودب الشمس حتى تأخذ العجوز أوانيها لتجلب الماء من بعيد بعضلات منهكة و ظهر محدودب وخاطر منكسر كم أنفقت من أجل أولادها؟ كم كانت حريصة على تعليمهم وتربيتهم !!!!
و اليوم هاهم يقذفون بها بعيدا تشتاق كثيرا حينما تسمع عن الحفدة وإليهم تحن فلا تسمع إلا أسماء وألقابا لم تكتحل منهم يوما عيناها فاحمد وخالد ورياض ومحمود ليست إلا اسماءا .
اقعد العجوز الهرم فلم تعد تطيق الحركة أصبح الجيران يستقون لها و بها يعتنون ودائما ما تلح في السؤال والدعاء لبنيها رغم قبيح الصنع وشنيع الفعل !! من هي ياترىهذه العجوز ؟؟؟ انها مقاطعة تامشكط..
نقلا عن صفحة المدون / Taleb Mokhtar Ebou .