لاحظ جل المراقبين للشأن العام الموريتاني أن لغة التخاطب تحت قبة البرلمان الموريتاني شهد في الأونة الأخيرة سقوط مدويا في مستوى التعاطي بين بعض اعضاء الجمعية الوطنية و اعضاء في الحكومة , وقد كان آخر ذلك ما جرى أخيرا بين النائب محمدغلام ولد الحاج الشيخ و وزير العدل الأستاذ / ابراهيم ولد داداه في جلسة كانت لرد الأخير على سؤال للأول عن " التعذيب في موريتانيا " .
بعض المراقبين سجلو استياءهم من اللغة غير اللبقة التى خاطب بها النائب غلام وهو شاب وزير العدل وهو شائب بمنزلة والده , تلك اللغة الغريبة على مجتمع عرف ـ إلى عهد قريب ـ بتوقير الكبير واحترامه وعدم التلفظ أمامه لساقط الكلام و ساقطه الفج , خصوصا وأن النائب غلام يلوح دائما بخلفيته الإسلامية التى من ابجدياتها ـ إن وجدت ـ احترام ذي الشبة المسلم .
أبان النائب محمد غالام عن مستوى من الإسفاف و أخلاق السوقة و لغة عوام العوام في تعاطيه مع وزير العدل كان بإمكانه تنبيهه بلغة راقية أن السؤال الذي وجهه له كان عن التعذيب لا عن تطبيق القوانين , وتكن الرسالة وصلت بهدوء وتؤدة .
بعض المراقبين قارن بين اسئلة حرجة و صعبة كان الرئيس جميل منصور يوججها لأعضاء الحكومة ايامه نائبا في البرلمان ولهم يفحم وعليهم يقيم الحجة لكن بأسوب راق ولغة عالمة بعيدة كل البعد عن التجريح و ساقط الكلام و بين اسئلة النائب غلام التى تجيئ في الغالب في قالب من التشنج و العصبية والإبتعاد عن اللباقة و المسؤولية التى تفترض في زعيم سياسي يرفع شعار " الإسلام هو الحل " .
أليس من ابجديات الإسلام قوله تعالى : " وقولوا للناس حسنا " وقل المعصوم صل الله عليه وسلم :" الكلمة الطيبة صدقة ".