أفاد ناشطون من داخل المناطق التي تسيطر عليها قوات الحماية الشعبية الكردية، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، بأن قوات روسية أقامت مقرات عسكرية في أحياء الشيخ مقصود والإشرافية غرب مدينة حلب، شمال سوريا، وذلك بهدف مراقبة الأوضاع الأمنية هناك.
وقال الناشط الإعلامي الكردي وردشان شيخو في حديث خاص لـ"عربي 21": إن قوات روسية أنشأت خلال الأيام الماضية مقرات عسكرية في أحياء الشيخ مقصود والإشرافية، حيث يتواجد فيها ضباط ومجندون تتراوح أعدادهم بين العشرين وخمس وعشرون روسيا.
وبحسب شيخو، فإن الهدف من هذه المقرات هو مراقبة الأوضاع الأمنية في هذه الأحياء عن كثب بالتعاون مع قوات الحماية الشعبية الكردية، حيث أقام الجنود الروس حواجز أمنية بالقرب من مدخل حي الشيخ مقصود قرب جبل السيدة.
وأكد شيخو، وجود اتفاق بين القوات الروسية والوحدات الكردية على إنشاء مقرات أمنية أخرى خلال الأيام المقبلة في الأحياء التي سيطرت عليها الوحدات من فصائل المعارضة السورية، وهي بستان الباشا، والهلك، والحيدرية، وبعيدين، والشيخ فارس، والشيخ خضر، لافتا إلى أن الجنود الروس يقومون منذ فترة بتوزيع المساعدات الإغاثية على المدنيين في تلك الأحياء.
من جهته، يرى الكاتب الصحفي أكرم الحلبي في حديث خاص لـ"عربي 21": أن وجود مقرات عسكرية روسية في الأحياء التي تسيطر عليها الوحدات الكردية "ليس أمرا جديدا"، فهناك وجود أمني للنظام السوري بشكل فعلي في هذه الأحياء كما قال.
وأشار الحلبي، إلى أن روسيا بالتأكيد ستقوم بإنشاء مقرات عسكرية في مناطق ما يعرف بالوحدات الكردية، كونها تتواجد في المنطقة التي باتت روسيا تراها حصتها من الكعكة السورية، إذ تحاول الهيمنة على مدينة حلب بشكل كامل عبر التحكم بكافة الجوانب السياسية والعسكرية والإنسانية لتعزيز حجم نفوذها على المدينة، بينما الأهم للوحدات الكردية هو الحفاظ على مواقعها الجديدة التي سيطرت عليها من خلال إرضاء الروس عنها، لتضمن بذلك تجنب مطالب النظام السوري لها بالانسحاب.
يذكر أن وزارة الدفاع الروسية كانت قد أعلنت نشر كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية في مدينة حلب بعد انتهاء عملية إجلاء فصائل المعارضة السورية والمدنيين من أحيائها الشرقية، معتبرة أن المناطق التي أخلتها المعارضة المسلحة بحاجة لضبط الأمن.
ونقلت "وكالة إنترفاكس" الروسية للأنباء عن مسؤولين في وزارة الدفاع، أن الكتيبة تحركت من قاعدة حميميم الجوية غربي سوريا نحو حلب لمساعدة الشرطة المحلية، مضيفة أنها ستقوم بتوفير الأمن للجنود وخبراء إزالة الألغام والفرق الطبية والإنسانية في المنطقة.