" الملحفة " ليستْ زَيًّا فقط ، هي عبقُ الجداتْ ، عنوان عفَّتِهِنْ ، رائحة طِيبَتِهِنْ .
" مِلحفة " الجدّاتْ كانت لباسًا شرعيًا ، أنيقًا ، آسرًا ، وقُوراً ، للعفّة يرمز و عليها يَدُلْ ، إن أبصره المغترب تراءَى له الوطن قريبًا مكينا و إن بعدت الشُّقة .
لكنّ طوفان عقوق الأبناء لذاك الوطن المبتلى كان مُدَمِّرًا لكل الأخلاق و القيم ، فجار الزمن على " المِلحفة " كما جار على غيرها و استبدلت غالبية ذالك الشعب الذي هو أدنى بالذي هو خير .
من حافظتْ على " مِلْحفة " الجدات كما ورثتها ، كان رصيدها من المحبة و الاحترام ثابتٌ و يزيدْ ، و من اختارتْ أن تُغيِّر أو تبدِّل فلها بالطبع حق الاختيار ، لكني أجزم أن هناك " نُوراً " كان و مازال مع " الجدات " بالتأكيد عنها سيذهب .