من بلاد شنقيط تفجرت منابع من المعرفة و الثقافة و الأدب روت اجيال واجيال من أبناء موريتانيا وامتد خيرها للبلدان العربية و الاسلامية كافة .
وبقوة شعبها استطاعت موريتانيا ان تنهي الاستعمار الفرنسي في الثامن والعشرون من نوفمبر لعام ١٩٦٠م وهو تاريخ نقش الحرية في اذهان كافة أبناء موريتانيا وسطر معاني الانتصار و الفخر و الاعتزاز وبدأت فيه انطلاقة لجمهورية أصلت العلاقات الجيدة مع شقيقاتها من الدول العربية و الاسلامية و برهنت قدرتها وكفاءت جهازها الأمني عندما استضافة القمة العربية ال٢٧ بالعاصمة نواكشوط والتي أظهرت خلالها الكرم الموريتاني الأصيل .
فبمناسبة الذكرى 56 لعيد استقلال الجمهورية الإسلامية الموريتانية أقام السفير الدمان همر قنصل موريتانا حفل استقبال في "قاعة الكريستال" بفندق "كراون بلازا" بجدة حضره السفير جمال بلخيور نائب مدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة والعديد من القناصل العرب ومندوبيهم وبعض القناصل من الدول الأفريقية والغربية، وفي طليعتهم السفير باتريك نيكولوزو قنصل عام جمهورية فرنسا.
بعد استقبال القنصل الموريتاني الدمان همر للحضور ألقى كلمة رحّب فيها بالسفير جمال بلخيور نائب مدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة والقناصل ورؤساء وممثلي البعثات الدبلوماسية والحضور وأعيان الجالية الموريتانية قال: " نحتفل اليوم بالذكرى السادسة والخمسون للاستقلال الوطني المجيد، عيد الحرية والانعتاق، عندما استقلّت بلادنا عن المستعمر بعد تضحيات جسيمة قدّمها أبناء شعبنا ثمناً للحرية والإنجاز التاريخي، وظلّت موريتانيا عصيّة على كل من يحاول المساس بهويتها وانتمائها العربي الإسلامي ورصيدها الزاخر بالعلوم والمعارف.
لقد شكّلت ذكرى الاستقلال المجيد أول شرارة لنشأة الدولة الموريتانية الحديثة، بعد أن عاش الموريتانيون لفترات طويلة بدواً رحلا، يمتطون ظهور العيس، حاملين عاداتهم العربية الأصيلة، مبلغين دين الله ورافعين رايته في ربوع القارة الإفريقية ولم تثنيهم وعورة الطرق ولا طبيعة المناخ الصحراوي الجاف، ولا بدائية الوسائل عن تبليغ رسالتهم أينما حلوا وارتحلوا.
ثم استطرد في كلمته متحدّثنا عن دور وعلاقة المملكة العربية السعودية بجمهورية موريتانيا فقال:
"مع نشأة الدولة الموريتانية الحديثة بعد الاستقلال عن المستعمر عام 1960م، كانت المملكة العربية السعودية الشقيقة من أوائل البلدان العربية والإسلامية التي ارتبطت بعلاقات أخوية تنموية صادقة مع موريتانيا، وقدّمت المملكة لموريتانيا الدعم المادي والمعنوي على مدى العقود الماضية بسخاء تام.
ويجمع المتابعون للشأن السعودي الموريتاني أن علاقات البلدين شهدت خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية على شتى الأصعدة، بتعليمات سامية من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، فضلاً عن الإسهام الملحوظ لصناديق التنمية السعودية في مشاريع التنمية في موريتانيا.
أيها السادة والسيدات..
تبذل القنصلية الموريتانية بجدة أقصى الجهود لتوطيد علاقات الأخوة والصداقة بين البلدين والشعبين الشقيقين، ويتجسد ذلك في تنسيق وتسريع وتيرة التواصل بين القنصلية ووزارة الخارجية، وتسهيل الخدمات للمواطنين الموريتانيين. وفي هذا السياق أشكر طاقم وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة، وعلى رأسهم سعادة السفير محمد أحمد طيب، مدير عام فرع وزارة الخارجية والمندوب الدائم للمملكة لدى منظمة التعاون الإسلامي، ونائبه سعادة السفير جمال بلخيور، على تعاونهم البناء معنا، فلهم منا جزيل الشكر والتقدير والعرفان بالجميل, كما نوه بالدور الكبير الذي قامت به المملكة العربية السعودية عند نشأة الدولة الموريتانية الحديثة حيث كانت من أوائل الدول التي ارتبطت معها بعلاقات اخوية تنموية صادقة ، و قامت المملكة كذلك بتقديم الدعم المادي و المعنوي على مدى العقود الماضية بسخاء تام .
وأكد على قوة العلاقات السعودية الموريتانية التي شهدت خلال السنوات الاخيرة نقلة نوعية على شتى الاصعدة بتعليمات سامية من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبدالعزيز و جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين ، وابرز خلال كلمته الإسهام الملحوظ لصناديق التنمية السعودية في مشاريع التنمية بموريتانيا كما شهد التنسيق السياسي تطوراً مهماً خاصة خلال رئاسة موريتانيا للاتحاد الأفريقي ، وتطابقت وجهات نظر البلدين الشقيقين فيما يتعلق بالارهاب ومكافحته وكذلك تعاطي حكومة موريتانيا مع كافة الأحداث التي تهم المملكة .
كما أوضح الجهود الكبير التي تبذلها القنصلية العامة للجمهورية الاسلامية الموريتانية بجدة لتوطيد علاقات الإخوة و الصداقة بين البلدين و الشعبين الشقيقين والذي يتجسد في تسريع وتيرة التواصل بين القنصلية و وزارة الخارجية وتسهيل الخدمات للمواطنين الموريتانيين ، وهنا توجه بالشكر لطاقم وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة على رأسهم سعادة السفير محمد بن احمد طيب مدير عام وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة و المندوب الدائم لدى منظمة التعاون الاسلامي .واشاد بكافة الجهود المبذولة لخدمات الحج و العمرة .
بعد كلمته دعى القنصل الموريتاني القناصل الحضور لمشاركته قطع قالب الحلوى والتوجه لتناول الطعام، وأعلن بأن الفقرة الأخيرة ستكون تكريم بعض منسوبي القنصلية الموريتانية والوسائل الإعلامية.
وفي الختام الحفل أدلى سعادة القنصل العام لجمهورية موريتانيا الاسلامية بجدة السيد / الدمان محمد همر لممثلي وسائل الإعلام السعودية الحاضرة بتصريح حول اهمية هذه الذكرى من عيد الاستقلال لدى كافة أبناء الشعب الموريتاني و كذلك البلدان العربية وهو تاريخ مهم ونقطة تحول كبيرة للجمهورية الإسلامية الموريتانية، ورفع تهنئته القلبية لفخامة الرئيس محمد ولد عبدالعزيز والحكومة الموريتانية وكافة أبناء الشعب الموريتاني بهذه المناسبة الغالية على الجميع .
كما أكد على عمق العلاقات الموريتانية السعودية منوهاً انها تسير بشكل إيجابي على الصعيد الإستثماري و كافة الأصعدة الأخرى فهم دولتين شقيقتين تربطهم العديدة من الروابط الأخوية .
وعن انعقاد القمة العربية السابعة و العشرون بموريتانيا ذكر أن مدة التحضير لها كانت محدودة إلا أن الشعب الموريتاني بكافة قياداته عمل على قدم وساق لتخرج القمة بهذه الصورة المشرفة ، و أوضح انهم سعيدين بالنتائج الإيجابية التي خلفتها القمة .
وختاماً تمنى الإستقرار و الأمان لكافة الدول والشعوب العربية و الاسلامية .