حديث السيدة الْحُرَّة أمام الجنرال في أطار و ما تبعه من نقاش حول المصطلحات المستخدمة فيه ، أعاد إلى الواجهة اختلاف بعض " العبارات " المستخدمة في الحياة اليومية للمواطنين و التي يستحسن منها في منطقة ما يُستهجن في أخرى .
لذالك تعددت قصص سوء الفهم الناتج عن عدم توحيد القواميس اللفظية و تكررت مشاهدها ، ومن ما تحتفظ به الذاكرة قصة الرجل الذي ينتمي لإحدى جهات الوطن و تزوج من امرأة تنتمي لجهة أخرى بموافقة عائلتيهما و مباركتهما كذالك .
مرت أشهر الزواج الأولى دون مشاكل ، قبل أن تُفاجأ والدة الزوجة بابنتها و هي تدخل عليها المنزل باكية ، تَمَلَّكَهَا القلق ، لكنها أخذت ابنتها في الاحضان و انتظرتها حتى هدأت ثم سألتها عن المشكلة التي جعلتها تغادر منزلها و هي منهارة بهذا الشكل ، و بالطبع كان جواب البنت جاهزا فقالت :
( افلانْ آنَ و هوَّ ما انگدو نَسِكْـنُو في ابـْلَـدْ ، هو دائما " يِـدْعِي اعْـلَ بُـويَ " و إلين نـِنْـهِـيهْ عـنْـهَا يـرجع و يِـدْعِـي اعليه مرّة اخرى إياك انَـعَّـتْ لي عـنُّـو قـَاصِـدْهـا )
لم تستوعب الأم كلام ابنتها ، فكيف يمكن لذالك الشاب الخلوق ، الطَّيب أن يصدر عنه مثل ذالك التصرف الشنيع ، لكنها لم تناقش ابنتها بل طلبت منها المكوث في منزل أهلها حتى تتم تسوية المشكلة بالمصالحة أو الطلاق .
حدث كل ذالك و الرجل يعتقد أن زوجته في زيارة عادية لأهلها ، لذالك انتظر عودتها و حين تأخرت اتصل على هاتفها فلم ترد عليه ، كرر الاتصال فواصلت في التجاهل ، فقرر أن يذهب إلى " أَنْسَابِهْ " كي يستفسر و يحاول أن يفهم ذهاب ابنتهم دون إذنه و تأخرها في العودة وعدم ردها على اتصالاته كذالك .
دخل المنزل فاستقبلته الوالدة بانزعاج واضح على الملامح ، و حين انتهى من السلام الروتيني سأل عن زوجته ، فقالت له الأم بأنها موجودة لكنها غاضبة عليه و تطلب منه الطلاق ، اندهش بالتأكيد ثم سألها عن السبب فكانت صريحة معه و أخبرته دون مقدمات بأنها تتهمه بأنه دائما " يِدْعِي اعـْلَ بُـوهَا " و بالتالي ما اتگد اتعيش امعاه ، زادت دهشته و قال :
( ذَ إِلَ گالْتُولِكْ هِيّ اجِـدْ اعـْلـِيـكْ ، آنَ أَثْـرِي مـَجْـنُـونْ وَللَّ فِـيَّ أهـلْ لـِخـْلَـه ، أخْـبَارِي نِـدْعِي اعـْلَ مـِسْـلِـمْ مُـولانَ يَـلَـحْـرَ گـاعْ " انـْسـيـبِي " ، عَـيـْطـِيـلـْهـَا إِلاهْ إٍلـَيْـنْ انـْوَگّـفْ اعـْلِـيـهَـا ذِي لِـكْـذَيـْبَ گـدَّامِـكْ ) .
نهضت الأم و هي تشاهد الرجل قد تملك منه الغضب و دخلت على ابنتها و عادت بها بعد دقائق ، و ما إن لمحهما حتى التفت إلى زوجته قائلا :
( يَـللِّي " يـَگـلَعْ بـُوكْ " آنَ أَيـْنـْتَ گـطْ ادْعـَيْـتْ اعْـلَ بُـوكْ )