تابعت بدقة و ترو الحلقات العشرة من برنامج شاهد على العصر التي احتوت شهادة الرائد صالح ولد حننا على عصر الانقلابات في موريتانيا وتابعت حلقتي .برنامج بلا حدود اللتان احتوتا ردود فرسان التغيير على ما ورد في شهادة صالح ولد حنن وتعقيبه هو على ردودهم وبناء عليه فإنني كمتابع بسيط وعيت عصر الانقلابات هذا وتابعته منذ انقلاب 2003 سأسجل النقاط التالية:
* أنه لم يكن لدى التنظيم العسكري السري في الانقلابين الأول والثاني بجميع عناصره رؤية مستقبلية لسيناريو ما بعد الانقلاب بدليل أنه لم يكن لهم قائد محدد وهذا هو السبب في فشل الانقلابين وهو السبب في انني أصبحت أعتبر أن فشلهما كان خيرا اختاره الله للموريتانيين وألبسه ثوب النقمة.
* أن السبب في تصدر الرائد صالح ولد حنن لقائمة الضالعين في المحاولتين الانقلابيتين وخصوصا الأخيره التي رأت النور على المستوى الوطني والدولي هو قراءة الرائد صالح للبيان الأول الذي أذاعته قناة العربية لا أكثر ولا أقل.
* أن عناصر التنظيم العسكري الأساسيين لم يكونوا على قدر من الإيمان ببعضهم وأن ما جمعهم لم يكن سوى الغضب من النظام الحاكم آنذاك والتحمس للتغيير وربما لدى بعضهم مطامح وأغراض شخصية من الانخراط في التنظيم والسبب أعتقد أنه راجع إلى ضعف الاتصال بينهم.
* أن الرائد صالح ولد حنن كان مؤمنا بالوطن وبضرورة التغيير وكان بعيدا عن الأغراض الشخصية والمطامح الضيقه بدليل زهده في قيادة التنظيم ودفعه إياها لغيره دون عناء أو تحرج.
* أن الانقلابين وخصوصا الأخير فشل في إيصال مدبريه إلى السلطة لكنه نجح في إدخال فكرة التغيير إلى قلوب الشعب وبعث فيه روح الأمل بعد عشرين سنة من التدجين وشراء الذمم وهدم المنظومة الأخلاقية.
* أن جميع عناصر التنظيم كانوا مشاريع أبطال وطنيين لو استمروا على مناوءة النظام حتى بعد استبدال رأسه بساعده الأيمن في انقلاب اعل ولد محمد فال خصوصا أنهم من المؤسسة العسكرية ويدركون تماما من هو اعل ولد محمد فال ومن هم أعضاء مجلسه العسكري لكنهم فرحوا بالانقلاب على ولد الطايع وكأن مشكلتهم لم تكن مع النظام وإنما مع ولد الطايع وهذا مما يؤكد النقطة الأولى.
* أن ممارسة أعضاء التنظيم الذين شكلوا فيما بعد تنظيم فرسان التغيير للسياسة وانخراطهم فيها أنساهم المثل العسكرية والقيم العالية وأصبحوا كالديكة يتصارعون على مجد عاثر وقيادة محاولات انقلابية فاشلة طبعا عدا الرائد صالح ولد حنن.
* أن عصر الانقلابات العسكرية في موريتانيا لم يزل يحتاج إلى شهادات أخرى على العصر وخصوصا شهادة أحد أعوان النظام الجوهريين في إحباط انقلاب 2003 وما بعده وشهادة ضابط آخر من الضباط الأساسيين في التنظيم العسكري.
وفي الختام أود القول إن التغيير لن يأتي من المؤسسة العسكرية سواء بالطوع أو بالإكراه مهما دبر من الانقلابات أو تم من تغيير للواجهة كما انه لن يأتي من خلال الفاعلين السياسيين الحاليين فالتغيير لا يمكن أن يتأتى إلا بإرادة حقيقية وجادة من جميع القوى المدنية والشعبية يصاحبها نضال جدي ونزول إلى الشوارع والتعبير عن مطالب الشعب الحقيقية والعمل على تهيئة الظرف المناسب لتحقيقها.
نقلا عن صفحة : Mohamed Ewah Adje