إعلانات

أسبوع في ضيافة الرجل الذي يعرف كل شيء

جمعة, 25/03/2016 - 22:07

لم يكن غريبا أو غير متوقع أن نجد صعوبة في العثور على فندق مناسب في منتجع دافوس ليقيم فيه فريق سكاي نيوز عربية خلال تغطيته لأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، فالمعروف أن دافوس مدينة صغيرة للغاية، والأعداد الكبيرة التي تتوافد عليها في هذا التوقيت تفوق قدرة فنادقها المحدودة على الاستيعاب.

على أي حال وفقنا أخيراً في العثور على فندق صغير، قريب من الحدود النمساوية، يقع على إحدى أعلى القمم في جبال الألب السويسرية.

المفاجأة أن الفندق، رغم مظهره المتواضع، كان أنيقا ونظيفا، لكن المفاجأة الأكبر كانت في الرجل الذي استقبلنا لدى وصولنا إلى هناك، وهو مهاجر إندونيسي، يقيم في سويسرا منذ أكثر من 30 عاما، فهذا الرجل كان الموظف الوحيد في الفندق والمسؤول فعليا عن الاستقبال والتنظيف والطهي، بل وحتى عن توصيلنا بالسيارة إلى دافوس وإعادتنا.

وخلال إقامتنا، التي دامت نحو أسبوع في هذا الفندق، بدا هذا الرجل الذي كنا نناديه بجون، وكأنه يعرف كل شيء، فحين نرغب في معرفة معلومات عن المدينة أو تاريخها أو وسائل المواصلات فيها كان جاهزا بالإجابات، بل إنه أيضا كان يعرف الكثير عن دافوس، واحتشاد رجال الأعمال الكبار فيه، وتكثيف الإجراءات الأمنية فيه خلال فترة انعقاد المؤتمر.

وفي هذا الفندق، الذي لا ترى من نوافذه سوى الثلوج على امتداد البصر، لم يكن تسلينا في المساء بعد يوم طويل وشاق من العمل في منتدى دافوس سوى حكايات جون، حين نجلس أنا وزميلتي مايا ريدان وزميلي المصور صلاح حول أطباق العشاء التي أعدها لنا بعد أن اشترى مكوناتها بنفسه طازجة من السوق، لنتحدث عن مهاراته غير المعتادة أو ربما نستمع إلى حكايته وكيف يُستقبل الناس في هذا الفندق الذي يؤمه رواده من أجل التزلج على الجليد في جبال الألب.

بدا جون شخصية خيالية حتى أنني قلت لزملائي إننا لو كنا في إحدى روايات أجاثا كريستي لكان لزاما أن يشهد هذا الفندق المعزول جريمة، يتضح بعد ساعات من الإثارة أن منفذها هو جون نفسه كما تقتضي الحبكة الروائية.

على أي حال وسواء أكان شخصية حقيقية أم لمحة من أدب أجاثا كريستي فإن جون كان لمحة مختلفة في غمار قضايا السياسة والاقتصاد التي شغلت بالنا على مدار أيام انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية.

أشرف سعد