.gif)
.jpg)
في اجتماعات مجلس الوزراء الموريتاني يوم الخميس من كل أسبوع، تشرئب الأعناق عادة في انتظار كلمة واحدة، ولذلك لا أحد يلتفت كثيراً إلى تلك المقدمات الطللية رغم ما فيها أحياناً من كوارث قرارات مرتجلة ومصائب قروض تثقل كواهل الأجيال المقبلة بالديون، كأن يقول المذيع مثلاً وهو يكز على طقم أسنانه: «وصادق المجلس على الاتفاقية الموقعة بين بلادنا وزيمباوي في مجال الطاقة الحرارية»، و«درس المجلس وصادق على الاتفاقية الدولية لشرب الماء وغسل اليدين»، و«صادق المجلس على القرض الموقع بين بلادنا والبنك الكوري الشمالي للتنمية، بقرض معسّر بمليار دولار عاجلة السداد، مغلظة الفائدة، وهو قرض مخصص لشراء عدد من الفيلة البيضاء ضمن مشروع استصلاح أراضي المجابة الكبرى»، و«درس المجلس وصادق على الخطة الوطنية لتذويب الثلوج وفق أحكام تغذية المدونة المائية، للمرحلة الثانية من مشروع آفطوط التلي». و«صادق المجلس على منح رخصة تنقيب عن الزنجبيل والمعادن الثمينة، من النوع أربعة، ضمن المقطع السابع من حوض رقم اثنين، بزرايب السبخة»!
وتطول المقدمات... وما زالت الكلمة لم يظهر لها أثر... والأعناق مشرئبة في انتظارها كأن على رؤوسها الطير...
«وقدم وزير الخارجية والتعاون عرضاً عن الحالة الدولية، وقدم وزير الداخلية عرضاً عن الحالة في الداخل. وقدم وزير الإسكان عرضاً عن أحوال الكزرة، وقدم وزير البيئة عرضاً عن الأحوال الجوية»...
وما زالت الكلمة تتماهل في الطريق... اللهم طولك يا روح!... وأخيراً... ها هي:
«وأخيراً اتخذ المجلس الإجراءات الخصوصية التالية: فلان بن فلان مكلفاً بمهمة لدى وزير التعليم، فلانة بنت فلان مديرة الدراسات في وزارة، فلان بن فلان مكلفاً بمهمة في مصلحة الضرائب»... ويقلّب المذيع الأوراق: «أعلنت اليوم مجموعة من الأطر انسحابها من حزب..»... هنا تمتد الأيادي إلى الريموت، وتغيّر القناة رأساً عن التلفزة الموريتانية.
طيب عرفنا أن الأخ المعيّن «مكلف بمهمة» في الوزارة... نسأل الله له التوفيق... ولكن... ما هي تلك المهمة؟ هذا هو السؤال... لماذا لا توصّف هذه المهمة مهنياً؟ أم أن السؤال صعب؟! أفيدونا.
من صفحة حسن احريمو
