إعلانات

تونس: دعوات لإقالة الناطق باسم الحكومة بعد «تمجيده» بن علي

خميس, 17/03/2016 - 08:47

تونس ـ «القدس العربي» – من حسن سلمان: طالب سياسيون ونشطاء تونسيون بإقالة الناطق باسم الحكومة بعد «تمجيده» للرئيس السابق زين العابدين بن علي، ومطالبته التونسيين بالصفح عنه والسماح له بالعودة إلى بلاده.
وكان الناطق باسم الحكومة خالد شوكات أشاد بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي مستخدماً عبارات من قبيل «فرج الله كربه، وربي يرد غربته»، ودعا التونسيين إلى مسامحته والسماح له بالعودة إلى بلاده، مشيراً إلى أن بن علي يعيش أوضاعاً صعبة في مقر إقامته في السعودية.
وأضاف في تصريح إذاعي»أنا لا أحترم أمة تنفي زعماءها ورؤساءها السابقين، وأدعو إلى أن يسمح له (بن علي) بالعودة إلى وطنه، على أن يمر أمام القضاء، فما هو للشعب يعود له، وشهرية (راتب) رئيس الدولة معروفة، ونحن جميع رؤسائنا جعلناهم يعيشون في كروب، ونهاية زعمائنا كلها حزينة»، مشيراً إلى أن التونسيين «لا يستطيعون السير إلى الأمام إلا بالتسامح وتكبير القلب».
وأثارت تصريحات شوكات عاصفة من الجدل والانتقادات للحكومة من قبل عدد من السياسيين ونشطاء المواقع الاجتماعية، حيث وصف الأمين العام لحزب «التيار الديمقراطي» محمد عبو تصريحات شوكات بأنها «تطاول على القانون والثورة والتونسيين»، مشيراً إلى أن الشخص الذي يحاول شوكات إبرازه في صورة «الضحية»ارتكب جرائم إنسانية وفسادا في تونس.
فيما دعا الخبير الدستوري والمحلل السياسي جوهر بن مبارك رئيس الحكومة الحبيب الصيد لإقالة شوكات، الذي قال إن تصريحاته الأخيرة تمثل «انفلاتاً واضحاً في السياسات العامة والمتضاربة للدولة والحكومة، والتي من المفروض أن تقوم على الاعتراف بالثورة وتثمين الانتقال الديمقراطي، كما أن طلب الصفح عن شخص محكوم بالإعدام من قبل مسؤول برتبة وزير، يعد سابقة خطيرة».
وكتب الإعلامي سمير الوافي على صفحته في موقع «فيسبوك»: «يتم اختيار الناطق الرسمي حسب مواصفات دقيقة وصارمة، فهو لسان وصوت الحكومة واللسان قد يؤدي إلى المهالك إذا لم يكن رصيناً ومتعقلاً وحذراً، وعندما تختار الحكومة من ينطق باسمها فهي ستتحمل زلات لسانه وسيكون وجهها وصوتها».
وأضاف «حكومتنا اختارت ناطقاً رسمياً منفلت اللسان، تصريحاته متسرعة ومتهورة منذ أن كان ينطق باسمه الشخصي، وتهور أكثر عندما صار ناطقاً باسم حكومة كاملة. لقد صار عبئاً ثقيلاً عليها (…) تكلم عن بن علي فوصفه بالزعيم، وقال إنه لا يحترم أمة تهين زعماءها، يعني أن الناطق الرسمي باسم الحكومة يرى أن قضاء بلده أهان زعيمها، وهو لا يحترم ذلك! لو قالها غيره نحترم رأيه الشخصي وقد نتفق أو نختلف معه…لكن أن يقولها الناطق الرسمي باسم الحكومة فهذه مهزلة»، مطالباً شوكات بالاستقالة بدل الاستمرار في مسلسل توريط الحكومة بزلاّته التي لا تنتهي.
وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها تصريحات شوكات الجدل في تونس، حيث أكد عام 2013 أن «العناية الإلهية» أرسلت الباجي قايد السبسي لإنقاذ تونس، فيما أشار في بداية العام الحالي إلى أن الحكومة التونسية «لا تملك عصا غليظة لضرب ولاية القصرين»، في إشارة إلى أن الحكومة لا تستطيع حل مشاكل الفقر والبطالة في المناطق المهمشة دفعة واحدة، وهو ما أثار موجة من التهكم والانتقاد في البلاد.