التقى الطيب ولد ديدي العلامة محمذن بن سيد الأمين بن إمام أثناء زيارتهما لمقبرة تندكسم فزار الطيب الشيخ لصلاح الدنيا والآخرة فقال له العلامة ارتجالا:
عسّك يالطيب لا تْلدْ :: عن مسلَ كاملْ فاخْرَ
حد اعْملْ هاك ايعدْلْ الدْ :: دنْيَ وايعدلْ لاخرَ
فكان الطيب رحمه الله يقول مافت اجبرت حد يشرح لي ذيك "هاك" التي عناها الشيخ.
هو العلامة محمذن بن سيدي الأمين بن محمذن بن إمام بن سعيد بن بباه بن الفغ المختار باب بن محمد الأمين بن المختار بن عمر بن علي بن يحيى بن يداج اكذ برغه الشمشوي اليدالي، وأمه: خديجة بنت عبد الله نا الماح "الداهي" بن محمد فال بن أحمد بن العاقل، ولد محمذن سنة 1330هـ في "ابير أولاد بولمختار" قرب بوتلميت، وقيل في "ابير حبل" قرب المذرذرة، وقد نمته عمومة طيبة وخؤولة مثلها، وعشيرته هم اليداليون بطن آل "الفغ المختار بابو" المعروف بالعلم، وكانت أسرتة أسرة آل إمام مشتهرة بالعزوالشرف والعلم، فقد كان إمام شاعرا وكان عالما كأبيه وجده وكأخويه حمينه والمختار، بدأ محمذن بدراسة القرآن الكريم حيث درسه على عمته خديجة بنت محمذن إمام، وعلى محمد محمود بن سيد عبد الله القلقمي، وعلى فاطمة بنت أشقرنا، وعلى ميمونة بنت محمد بن اليدالي، فحفظه وهو في السابعة من عمره، ثم أخذ التجويد على أحمد سالم بن عبد الرحمن التاكاطي، ودرس المقرأ على محمد عبد الله بن احمذيه الحسني، بعد ذلك ذهب للدراسة المحظرية على سيبويه زمانه العلامة يحظيه بن عبد الودود فأخذ عنه النحو وعلوم البلاغة وبعض مختصر خليل، كما درس على العلامة محمدو حامد بن آلا الحسني بعض ألفية ابن مالك، ثم درس على العلامة زين بن اجمد اليدالي مختصر خليل، ودرس عليه المنطق وأصول الفقه، ثم أخذ عن العلامة أحمدو بن محمذن فال الحسني، والعلامة لمرابط محمد سالم بن ألما، والعلامة محمد بن حمين اليدالي ، والعلامة محمدن بن محمد بن المحبوبي اليدالي.
كان العلامة محمذن على درجة كبيرة من العلم تجلت في أقواله وأفعاله، وكان سيلا يتدفق من المعارف، يفيد السائل وغير السائل، يبث العلم في شتى آبار ومقاطعات منطقته. وكان صوفيا متقدما أخذ الطريقة الشاذلية عن الشيخ العلامة المرابط محمد سالم بن ألما، عن أحمد بن اجمد، عن المختار بن ألما، عن محمذن فال بن متالي، عن الفقيه بن عفان .. عن أحمد بن ناصر الدرعي، عن محمد بن ناصر الدرعي، عن عبد الله بن حسين، عن أحمد بن علي، عن ابن قاسم الغازي، عن علي بن عبد الله، عن أحمد بن يعقوب عن أحمد زروق عن أحمد بن عقبة عن القادري عن علي بن وفا عن محمد وفا، عن داوود الباجلي، عن ابن عطاء الله، عن أبي العباس المرسي، عن أبي الحسن الشاذلي، عن عبد السلام بن مشيش، عن عبد الرحمن المدني، عن أبي مدين الغوث، عن علي بن حرزهم، عن أبي يعزى، عن أبي بكر بن العربي، عن أبي حامد الغزالي، عن أبي محمد الجويني المكي، عن الجريري، عن أبي القاسم الجنيد، عن السري السقطي، عن معروف الكرخي، عن داوود الطائي، عن حبيب العجمي، عن الحسن البصري، عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، كما كان شاعرا فحلا وله ديوان شعري فصيح ضاع أغلبه، كما أن له ديوانا بالشعر الحساني، ومن شعره:
يا حبذا انيفرار للوافد::والقانع المسترفد الرافد
فكم حوى ندب به مفخرا::وارثه عن مفخر تالد
وكم حوى علما به وارث::عن عالم عن عالم زاهد
يا أيها الأهلون أهل التقى::من عللوا من عذبه البارد
رقيتم فوق المنى رتبــة::جلت من القصــــد عن القاصد
وله:
حق للعين أن تسح الصديدا::وجذا الحزن أن تذيب الحديدا
وتدك الجبال دكا فتحكي::في استوا دكها المهيل الصعيدا
عند ما خبر المخبر أنا::قد فقدنا من لا نظن فقيدا
ربما كان للعلوم مرادا::ومريدا لنا يغيث الطريدا
ربما كان للضعاف كفيلا::لا تحب الضعاف عنه محيدا
كان يؤوي القريب وهو كما قد::كان يؤوي القريب يؤوي البعيدا
فلكم غاص في بحور المعالي::فاجتنى درها الذي لن يبيدا
ولكم قد أجاد رسم كتاب::يخجل الحسن منه عقدا فريدا
رب ضاعف له الأمور وزده::زيد من لا يزال يخشى الوعيدا
زيدَك المحسنين إن مزيد الـمحسن الفعل خير ما قد أريدا
واجعلن ظله المخلف فينا::كاملا وافرا سريعا مديدا
غير أنا على المخلف فينا::نحمد الواحد الحميد المجيدا
إن فيهم ما كان من قبل فيه::ومزيدا لمن يريد المزيدا
وله:
رب هب لي صدق التوجه إني::لست عن صدقه الغني العفيفا
واجعلن الميعاد جنة فردوس لها يسأل الضعيف اللطيفا
واجعلن لي عمرا طويلا هنيئا::جامع الخير ما جمعت اللفيفا
وأقمني على استقامة قلبي::إنما مرتجاي أن لا أحيـفا
وله في السيفات وهم الزعماء التقليديون الذين كان الفرنسيون ينصونهم والسيف هي تصحيف للفظ "chef":
بالسالم الجمع من أسيافنا اقتده :: إن رمت شيئا فرمه الدهر عن يده
قد كان يمنع للأقوام قولة لا::وكان قول نعم حتما بمشهده
كأن جمعهم لا فض جمعهم::ما قال لا قط إلا في تشهده
وله في العرف
لنا قبل عرف قادم متقدم::يراعي حقوق الشرع في الجانب المرعي
وللقوم عرف لم يزل متقدما.::تقدم غطى عنهم جبهة الشرع
ولن يجمع العرفين الا موفق ::يراعي حقوق الشرع في الاصل والفرع
توفي الشيخ يوم الخميس السابع من محرم سنة 1415 هـ الموافق السابع عشر من مايو سنة 1994م ودفن في مقبرة تندكسمي تغمده الله برحمته الواسعة.
كامل الود .
نقلا عن صفحة العملاق : إكس ولد إكس إكرك .