نواكشوط ـ «القدس العربي» : أكد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة «أن المباحثات التي أجراها مع الرئيس الموريتاني وكبار معاونيه خلال زيارته لموريتانيا، تركزت على الوضع في الصحراء الغربية».
وأوضح في تصريحات صحافية أدلى بها قبل مغادرته نواكشوط أمس «أنه سيتفقد بعثة المنيرسو ومخيمات اللاجئين الصحراويين بغية إعطاء دفع للمفاوضات الهادفة إلى تسوية النزاع القديم جدا في الصحراء الغربية، ودفع المحادثات بما يمكن اللاجئين من العودة إلى ذويهم في الصحراء الغربية في أسرع وقت ممكن».
وقال «أود العمل على تحقيق تقدم ملموس في حل قضية الصحراء الغربية خصوصا أن موريتانيا ترتبط بالكثير من الروابط الاجتماعية وغيرها مع الصحراويين».
وأشار بن كي مون إلى «أنه ناقش مع الرئيس الموريتاني مسببات عدم الاستقرار وانعدام الأمن في الساحل الإفريقي حيث اتفقا على أن من ضمن هذه المسببات الفقر والبطالة وضعف الحكامة والاقصاء الاجتماعي والتمييز وانتهاكات حقوق الإنسان والإفلات من العقوبة».
وقال «اتفقت مع الرئيس الموريتاني على السعي المشترك لايجاد حلول للأسباب العميقة لعدم الاستقرار في الساحل عبر منح الأولوية المطلقة للتنمية والحكامة الرشيدة واحترام حقوق الإنسان».
«واتفقت مع الرئيس الموريتاني كذلك، يضيف بان كي مون، على أن دول الساحل يجب أن لا تواجه وحدها تحديات الأمن، ويجب أن يقدم لها الدعم الكامل».
وتحدث بان كي مون في تصريحاته عن حقوق الإنسان في موريتانيا فأكد على أهمية دور منظمات المجتمع المدني في مواجهة الاقصاء الاجتماعي والسهر على حماية حقوق الإنسان وحرية التعبير وحقوق التجمع».
وأكد بان كي مون «ارتياحه للجهود التي تبذلها السلطات الموريتانية لوضع حد نهائي للرق»، مشيرا «لأهمية القانون الصادر مؤخرا في موريتانيا والناص على معاقبة كل الممارسات الاسترقاقية التي لا مكان لها، حسب قوله، في القرن الواحد والعشرين».
وأشاد بان كي مون في تصريحاته «بما قدمته موريتانيا للاجئين الماليين وبدور وحداتها العسكرية في إسناد جهود حفظ السلام في القارة الإفريقية، كما نوه بالسياسات الحكومية في مجالات بينها نشر ثقافة السلم والاعتدال وإشراك المرأة على مختلف الأصعدة».
وكان يحي ولد حدامين رئيس وزراء موريتانيا قد أكد في كلمة ألقاها في احتفالية رسمية نظمت مساء الجمعة في نواكشوط بحضور الأمين العام للأمم المتحدة «أن موريتانيا وضعت مقاربة مبتكرة في مكافحة التطرف العنيف تستند، في المقام الأول على توطيد أسس دولة القانون وتعزيز الحكامة السياسية والاقتصادية والادارية، وخلق مناخ موات لحرية التعبير، كما تركز على وقاية الشباب من التطرف من خلال توسيع ثقافة السلام والاعتدال التي هي جوهر الرسالة السامية للدين الاسلامي الحنيف».
«ومن منطلق الوعي بالترابط الوثيق بين الأمن والتنمية الاقتصادية، يضيف ولد حدأمين، تم في القمة التي عقدتها دول الساحل الخمس، موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو، والنيجر والتشاد، من 15 إلى 17 شباط/فبراير 2015 في نواكشوط، تأسيس إطار منظم للتنسيق والمتابعة والتعاون في مجال التنمية المستدامة والأمن الاقليمي، يدعى مجموعة دول الساحل الخمس».
يذكر أن منتدى المعارضة الموريتانية لم يشارك في أي من النشاطات التي شملتها زيارة بان كي مون لموريتانيا لأسباب لم يوضحها المنتدى.