من حكايات المشاجرات التي كانت تقع كثيرا عند الآبار في هذه البلاد وخاصة منطقة الجنوب الشرقي (الشرق)، أن رجلا وابن عمه وردا ماءً فوجدا عليه راعيا من أولئك الذين إذا عطشت ماشيتهم طارت منهم أفئدتهم.
ولما أن أدلى أحد ابني العم دلوه أخذ الراعي يؤذيه بمنكر القول مستفتحا بـ"خطية" متقنة تصّعد حتى الجد الجامع لقبيلة الرجل، فما كان من الأخير إلا أن أرسل الرشاء ودلوها لقعر البئر وانقض على خصمه فطرحه أرضا وهو يكيل له اللكمات والركلات "الترجيحية".
تدخل رفيق الفتى الغاضب وفصل بينهما وأخذ يترضى الراعي المسكين ويقول له "هو مقصور اعمر، بوي اخطِ وادعِ كد ما ابغيت"، فرد "مقصور لعمر" مخاطبا الاثنين معاً: "هيه اخطِ الا على كرعتو هو من الابّات المشتركين فيهم، أباتيانا الخاصين بيّ وكرعتي من الأخرين إلين تسميها انجيب عمرك".
موجبه، أن بعضهم يسخر ويستهزئ بجهة أو فئة أو قبيلة وعندما يستنكر عليه الآخرون يجيبهم "مانكم أقرب لها منّي. انت اتكد تعود ما تحس بالحواس وواحد آوخر ما ينحك عليه ذاك الشكيل".