كشفت محكمة إسرائيلية أمس أن زوجة رئيس حكومة إسرائيل سارة نتنياهو متورطة بالتنكيل بعاملين وعاملات داخل بيتها بشكل غير إنساني. وجاء ذلك في حكم صدر عن محكمة العمل اللوائية في القدس بعدما قدم ماني نفتالي المسؤول عن العمال في بيت رئيس الحكومة دعوى قضائية لتعويضه عن «معاناته» خلال عمله بسبب ما أسماها الانفجارات الانفعالية لسارة نتنياهو.
وحكمت المحكمة بتعويض نفتالي ماليا عن معاناة وإهانات وتوبيخ مذل وصراخ خلال عمله في 2012-2011. وقالت القاضية إن المواد والدلائل التي قدمت لها تعكس صورة بائسة جدا لمنزل رئيس الحكومة من ناحية التعامل مع العاملين فيه وانتهاك حقوقهم وكرامتهم. وأكدت أن حقيقة عمل هؤلاء في منزل من هو صاحب الصلاحية الأعلى في الدولة لا يكسب زوجته أي حق بالاعتداء على حقوق العاملين وإهانتهم وإلزامهم على العمل ساعات طويلة وأحيانا سبعة أيام بالأسبوع وبظروف قاسية.
ومن ضمن الأدلة التي قدمت شهادة غاي الياهو رجل الصيانة سابقا في منزل رئيس الحكومة وشهادة الطباخة المركزية ايتي حاييم التي قالت في إفادتها: «كنت سوية مع الياهو وقد أعددت وجبة غداء في أحد أيام السبت وقمت بوضع أطباق السلطات على المائدة لكن سارة نتنياهو طالبت بإعادة ترتيبها من جديد بسبب لون الغطاء المثبت على المائدة. وعندما استغرب ابن رئيس الحكومة الشاب أفنر ملاحظة والدته سارة قامت هذه بقلب الغطاء وما عليه من أطباق التي تطايرت بكل الجهات على الأرض». وما لبثت سارة نتنياهو أن أمرت حاييم والياهو بجمع كل المواد والأدوات المتناثرة وإعادة ترتيبها على المائدة خلال خمس دقائق فقط وهكذا تم.
وفي حادثة أخرى انهارت أعصاب حاييم وأغمي عليها بعدما صرخت عليها سارة نتنياهو. وحينما طلب طبيب كان بالمنزل نقلها لمستشفى بواسطة سيارة إسعاف رفضت واستدعت أحد أبناء الطباخة ليأخذها للبيت. ورفضت القاضية مزاعم نتنياهو بأن رواية حاييم كاذبة. وقالت إن أقوال الشاهدة تتمتع بمصداقية عالية. ورفضت القاضية مزاعم سارة نتنياهو بأن أجواء العمل في منزلها لطيفة وكل العاملين سعداء، مشيرة إلى أنها لم تتلق شهادة واحدة من العاملين فيه تدعم أقوالها. كما رفضت أقوالها بأن نفتالي يرغب في الاستغلال وابتزاز المال.
وعبر نفتالي عن سعادته بالحكم وقال للإعلام إن «داوود انتصر على جولياث». ووصفت محامية نفتالي الحكم بالتاريخي لأن فردا ينتصر على رئيس حكومة وزوجته ولأنه عبرة لكافة المشغلين.
وأشاد المعلق البارز نحوم برنيع بالحكم وقال إن المشكلة تكمن بكثرة السلطة المتوفرة بين يدي نتنياهو بصفته حاملا لأربع حقائب هي الخارجية والاقتصاد والإعلام والتعاون الإقليمي. وأشار إلى أن المسؤولية عما يدور في منزل رئيس الحكومة تقع على عاتقه هو لا عاتق زوجته، داعيا إياه لتسديد مبلغ التعويض لنفتالي من حسابه الخاص لا من الخزينة العامة للدولة التي تم توجيه الدعوى القضائية الرسمية ضدها.
وأمرت المحكمة بدفع تعويض لنفتالي قدره 80 ألف شيكل (21 ألف دولار) عما لحق به من أضرار نفسية، ومبلغ 19300 ألف دولار عن وعود لم تنفذ بشأن فترة عمله و3900 دولار لتغطية نفقات المحكمة.
يشار إلى أن فضائح كثيرة كشف عنها في إسرائيل بطلتها سارة نتنياهو وهي تحظى بشعبية متدنية، لكن بعض المعلقين يعتقدون أن الهجوم المتواصل عليها ساعد في فوز زوجها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بعدما شعر الجمهور بقسوة الهجوم عليها فتضامن معها وكان رد فعله الانتخابي معاكسا.