محمد لديب من دكار
تمكنت أربع فتيات مغربيات، قدمن إلى العاصمة السنغالية بحثا عن العمل في الوحدات السياحية الفاخرة، من مد يد المساعدة للأمن الحضري السنغالي للإطاحة بواحدة من أكبر الشبكات المنظمة العاملة في مجال الاتجار باللحوم البشرية، والتي كان يقودها الرأس المدبر المدعو "أتووي"، وهو مواطن سنغالي من أصل لبناني بمساعدة مغربية.
ووفق معطيات ميدانية أمنية، فإن الإطاحة بهذه الشبكة التي تمت هذا الأسبوع كشفت وجود شبكات تتعاون فيما بينها للاتجار في الفتيات المهاجرات في السنغال القادمات من المغرب وتونس وأوكرانيا، حيث كان المدعو "أتووي" قد وضع نظاما صارما كان يفرض من خلاله على هؤلاء الفتيات اللواتي يشتغلن لديه العمل كعاهرات، فيما كان يحظر عليهن التعامل المباشر مع الزبناء.
فوفق الرواية التي أدلت بها الفتيات المغربيات الأربع لرجال الأمن السنغالي، فإن المدعو "أتووي"، الذي يملك سلسلة من الملاهي الليلية والمؤسسات السياحية، كان يحرص على تشغيل الفتيات القادمات من أوربا الشرقية وشمال أفريقيا، واللواتي كان الزبناء يفضلوهن على غيرهن من الجنسيات مقابل أداء مبالغ مالية كبرى تتراوح ما بين 3500 درهم و11 ألف درهم لعملية جنس واحدة.
وكشفت الفتيات المغربيات أن المواطن اللبناني الأصل اتصل بهن هاتفيا بالمغرب، وعرض عليهن العمل كنادلات في المطعم الذي يسيره، مقابل أجرة شهرية تبلغ 4000 درهم إلى جانب الإكراميات التي يقدمها الزبناء، مع استفادتهن من إقامة مجانية طوال مقامهن وعملهن في دكار.
بمجرد وصولهن إلى مطار دكار، كان المدعو "أتووي" في انتظارهن، وأخذ جوازات سفرهن وشرعن في العمل مباشرة، لكن بعد مرور أسابيع قليلة شرع في تغيير طريقة تعامله وبدأ يغريهن بالعمل في أنشطته الجنسية، وهو ما رفضته الفتيات اللواتي طالبنه بتمكينهن من جوازات سفرهن، الأمر الذي رفضه بقوة المواطن السنغالي الجنسية واللبناني الأصل، ليقررن الاتصال بالشرطة السنغالية وكشف خيوط الشبكة التي وجدن أنفسهن داخلها طلبا للحماية.
تفاصيل رواية المغربيات الأربع، اللواتي لم يكشف الأمن السنغالي عن هوياتهن، أشارت إلى أن الزبناء من الأثرياء الذين كانوا يترددون على الملهى الليلي كانوا يؤدون مبلغ 200 ألف فرنك أفريقي، وهو ما يوازي 3500 درهم مغربي تقريبا، للفتاة التونسية، وما يزيد عن 250 ألف فرنك أفريقي (4500 درهم مغربي تقريبا) للفتاة المغربية، ونحو 650 ألف فرنك إفريقي (11 ألف درهم مغربي تقريبا) بالنسبة للفتاة الأوكرانية.
وتقول الفتيات المغربيات الأربع إنهن لسن الوحيدات اللواتي انتفضن ضد استغلالهن جنسيا، بل إن هناك فتيات من جنسيات أخرى رفضن الخضوع لهذا الوسيط، الذي كان يحتفظ بثلثي المبلغ الذي يؤديه الزبون فيما كان يمنح الفتيات الخاضعات المبلغ المتبقي، وهو ما ساعده في تكوين ثروة ضخمة تقدر بملايين الدولارات.
وتعامل الأمن السنغالي بصرامة مع رجل الأعمال اللبناني، الذي نفى جميع الاتهامات الموجهة إليه من طرف الفتيات، قبل أن تكتشف الشرطة 14 من جوازات السفر في مكتبه؛ تعود إلى 8 مغربيات و5 أوكرانيات وتونسية واحدة، حيث سارع إلى اعتقاله وفتح تحقيق معه في أفق تقديمه إلى المحاكمة أمام القضاء السنغالي، إلى جانب كل من الوسيطة المغربية التي كانت تشتغل معه، ومعاونه الموريتاني.