حين بدأت حرب الصحراء، احتقن الجو في المنتبذ القصي فالشعب واحد واللهجة واحدة والقبائل هي ذاتها المتحاربة، وكل يوم تصبح الناس على قصة فرار فرد أو أسرة إلى الجبهة، وأنا حدث كان لي صديق ألعب وإياه لعبة "لاه" بلام مغلظة .. مَسْعَدْ مَبعَدْ .. وكان ماهرا فيها، لكنه ذات مساء خرج ولم يعد، وسمعنا بعد مدة أنه وأسرته استقربهم المقام في "تيندوف"، أقتأ أذكر ذلك الطفل الذي ذهب مع الريح إلى المجهول وكان في مخيلتي أن "تيندوف يسكنها أناس يأكلون البشر، شيطنة ابتدعها أعوان الحكومة للبوليزاريو أو الجبهة كما يسمونهم، كانت خبطة انواكشوط القشة التي قصمت ظهر البعير، وقالت الحكومة إن طابورا خامسا يعاون الجبهة يوجد بيننا يوفر لها العون المالي واللوجستي، ورجم الناس دار رجل الأعمال فتى ولد ارگيبي ودار الشيخ ولد ارگيبي، وبعض بيوتات أهل الساحل، وتم إعطاء علامة مميزة للصحراويين فكل من له لمة كبيرة"گفة" فهو من الجبهة، وكان لايمضي يوم إلإ وتسمع جلبة في الشارع وترى الناس متجمهرة على غريب بگفته تسحبه إلى الشرطة أو تسلمه لرجال "سيبلتِيفْ" أو "ميليس"، فكانت الناس تحلق رؤوسها خشية الإمساك، تذكرت قصة الگفة والشيء بالشيء يذكر وأنا أرى صورة مؤسسي جبهة البوليزاريو الشهيد الولي السيد رحمه الله، والمفكر أحمد باب مسكه حفظه الله ..
كامل الود
إكس ول إكس إكرك