تسامقت الغرابيب السود إلى عنان السماء تستقبل بريد السماء وتفاغم السحاب أَنَّى توجه، وتنسمت الروابي في تكانت الأبية عطر سيدي عبد الله ولد الحاج ابراهيم، وعلى ثنايا الكُدَى الّنقْع الذي أثارته منذ مئات السنين العتاق "اليعيشية".
كان كل جبل عرارا ذَا منكِبٍ عَمَمٍ، وكان عبد الرحمن أَجأَ تكانت وسلماها، إذا خطب إلى النخل أجاها، هز لها من المكرعات من نخيل ابن يامن فتهاوى الرطب الهجري، ثم مد لها من زلاله سريا يجري من تحتها.
وذات يوم في السنغال زود المستعمر الفرنسي الامير عبد الرحمن بسيارة نقلت له بعض حوائجه، "فانشأ السائق يحدو وطفق"، حتي اذا استقرّ في لتفتار قال له الامير : انت ستبقي معنا..
فقال السائق : لابد لي من العودة والقانون يفرض علي أن أعود.
تبسم عبد الرحمن وقال للسائق : ماهو فالك... إكْعد لك هون.. هذا قانون لتفتار..
وقعد السائق ولم يعد سائقا ولا شهيدا.
من طبيعتي أن لا أعطي الأشياء التافهة شيئا من القيمة، وخصوصا تلك التي انحدرت عن مستوى التفاهة إلى درجة من النذالة لم تختبر من قبل "الشلة".
لكن منذ ساعات بدأ حديث في الفيسبوك عن دعوى قضائية رفعها يتامى القذافي القائمون على موقع البليد، والنشرة المغاربية إلى وكيل الجمهورية ضدي.
وأصبح عني بالغُميْصاءِ جالسا ** فريقان مسؤول وآخر يسألُ.
لست معنيا بالشكوى ولا الشاكي، وأعتقد أنها شكوى من قبيل "تشاكَه" التي يداويها لبن الحمير حسب الأساطير الشعبية، وليس ما يكتبه اليتامى القذافيون ببعيد من النهيق لأنه من أنكر الأصوات وحتى رنين أصواتهم "كتشهاق العفا هَمّ بالنهق"ّ.
حاول اليتامى القذافيون في "تشاكَتَهم" ربط دفاعي عن العلماء، بالإخوان ، فذكرني الأمر بتقرير شيخك محمد الشيخ ولد سيدي محمد قبل حوالي شهر إلي السلطات الأمنية محذرا من الاستاذ سيدي محمد ولد محم وحرمه خيره منت شيخاني باعتبارهما خلية للإخوان في السلطة وأن على "..رئيس العمل الاسلامي –حفظه الله- تطهير السلطة منهم...".
أيتها اليتامى "إنكم بطبيعتكم المستحمرة" جاهلون أغبياء، فلو كان لشيخيك الكنتي ومحمد الشيخ قدرة على النيل مني تقنيا أو بأي وسيلة أخرى لما كلفاك بهذه المهمة القذرة.
لن أذكرك بضحايا هذه الصفحة وما أكثرهم لأنك لو كنت ممن له قلب يعتبر – لا رقأ الله عبرتك – لاعتبرت بالقذافي.
بل السراويل من خوف ومن فزع **واستطعم الماء لما جد في الهرب.
أخيرا لن أشكر تلك المواقع المحترمة التي امتنعت عن نشر بيان المنبوذ الذي حرره الكنتي زوال امس بمداد من دماء العلوم ولحومهم، بل صلة الشكر لاَزمة إلى محمد نعمة عمر وموقعه الحرية، وأرجو أن يساهم نشر ذلك البيان في رفع موقعه إلى الصفحات المتوقعة وأن يضمه إلى ما عاد به من الغيبة بفتح الغين.