تستطيع الرياضيات أن توصلك لما وصل إليه أحمد زويل أو فاروق الباز .. لكنها لاتستطيع لوحدها أن توصلك لما وصل إليه إسلك ولد أحمد إزيد بيه _ مدير ديوان رئيس جمهورية ثم رئيس حزب سياسي حاكم_ لاتستطيع إن لم تكن الرياضيات المطبقة على المؤامرات والمطبقة على صناعة الأزمات والخلافات والإستفادة من كل البيئات الملوثة .
الرياضي إسلك ولد احمد ازيد بيه والذي بدأ مناضلا مع حزب حمدي ولد مكناس قبل ذهابه موظفا في قصر الرئيس معاوية قبل ان يغادر الوطن، ليعود بعد فترة رجلا "تكتليا" شغل منصب رئيس الجامعة وهو منصب جدير بأستاذ الرياضيات لكن الرجل يعي ان المعادلة لن توصل لغير معادلة اخرى، ولا دور لمعادلات الرياضيات في معادلات السلطة والحكم والنفوذ .
قفز من عند "فيتاغورس" إلى حيث يجلس "ميكيافيل" .. فكان ميكيافيليا يسعى نحو غاياته مهما كنت الوسائل ومهما كانت الطرق لعب بكل شيء نقابات الطلاب ..نقابات الاساتذة.. تاجر في كل شيء الأخلاق الضمير ..واشترى كل شيء الطلاب، المخبرين، العمال البسطاء .. لاشيء مقدس ولاشيء أكبر من ان يكون مجرد وسيلة للوصول حتى الوحدة الوطنية عبث بها هذا الميكيافيلي وصنع تحت عينه اكبر ازمة وطنية بعد احداث 1966 .
حين جاء لديوان الرئيس لم يتوقف عن العبث وكان مشغولا طوال الوقت بخوض المعارك في الجامعة وبخوض المعارك داخل الأحزاب وصناعتها وتفكيكها.. وحتى اليوم وهو يشغل منصبا بعيدا عن السياسة، لايتوقف الرجل عن حشر نفسه في المشهد السياسي ولايتوقف عن العبث داخله، وصناعة الغيوم والعواصف داخل المشهد، فحين بدأ يلوح خيط من التقارب بين النظام والمعارضة اطلق الرجل لسانه السليط ضد واحد من أكبر العلماء وأكثرهم حضورا لدى العامة واكثرهم قدرة على التأثير في المجال العام ، وحين تنفس الطلاب الجامعيون رائحة البحر قرب جامعتهم الجديدة ارسل لهم صغيره ليشوش على إضرابهم واخيرا ليعبث بإحدى نقاباتهم الطلابية .
من ينصح المسكين بالراحة والنوم بقرب إحدى المعادلات الرياضية وترك الناس ترتاح منه ومن جوقته التي لاتحترم عالما ولاتقدس مقدسا.