إعلان تجميد عضوية باتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين
أمس:
سأظل أذكر أني قد نلت شرف العضوية باتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين عندما كانت هذه الهيئة العظيمة على تواضعها، برئاسة الأخ المبجل الأستاذ الشاعر كابر هاشم، هي التي تبحث عن الأقلام التي تليق بها وليس العكس. ولقد سعيت جهدي خلال السنوات الماضية من موقعي نائبا لرئيس الاتحاد، أن أكون عنصر توازن في وسط يموج بعواصف الصراعات التي لا ترقب خطر انقلاب السفينة أو غرقها. بيد أن أصوات الطامعين على كثرتهم وذرائعياتهم الواضحة الممتدة عبر الأحزاب والجهات والقبائل والبطون، كانت أقوى في النهاية من أصوات الطامحين على قلتهم وحكمتهم.
اليوم:
وبعد أن أبا المتخاصمون إلا أن يتحاكموا إلى القضاء، ورضوا بأن يكون أمر الثقافة بأيدي المحامين، وصارت المسألة الثقافية كالمسألة الحرفية، وأنشغلت الهيئة عن رسالتها النبيلة بتنفيذ مساطر الأحكام القضائية، وبدأت رحلتها إلى القاع بعد إثقالها بأعداد من أسماء المنسبين لأغراض التصويت.
وأمام هذا النزف المستمر والتسارع المخجل في العبث بالمال العام في إطار تسيير هيئة لا تنجز شيئا، وليس لديها برنامج أومخطط أو مشروع لنهضة ثقافية وطنية، أو لتطوير المنتج الأدبي الوطني، ولا تملك حتى الآن الحد الأدنى من الوسائل الضرورية لأداء المهمة المنوطة بها بوصفها واجهة البلد الثقافية تجاه الآخر، وذلك برغم وفرة الميزانية المرصودة لها.
فإني لم أعد أشعر بالانتماء إلى هذا الكيان المختطف من طرف جماعات لم أعد أنتظر منها أن تصلح ما أفسدته بأيديها، ويستحيل أن أكون ظهيرا لها، وأبرأ بنفسي مما آلت إليه أمور اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين، وأعلن - آسفا - على الخصوص:
1. استقالتي من المكتب التنفيذي للاتحاد.
2. اعتذاري عن رئاسة اللجنة التحضيرية لمؤتمر الجمعية العامة.
3. تجميد عضويتي بالاتحاد إلى إشعار جديد.
(والله من وراء القصد)
التوقيع:
المختار الجيلاني
( ناقد )