يعيش المكتب الوطني لطب الشغل حالة من الشلل، والفراغ، طيلة معظم أيام الأسبوع، بسبب تغيب مديره المصطفى ولد الغزواني عن مكتبه بشكل مستمر، فالرجل يمضي معظم وقته في أسفار خارجية، تمتد أحيانا لأسابيع عديدة، ولا يعود من السفر، إلا ليبدأ آخر، وحتى لو وجد في انواكشوط فإنه لا يحضر لمكتبه إلا نادرا، وقد سبب غياب المدير الدائم حالة من الانزعاج في صفوف عمال المكتب الوطني لطب الشغل، والجهات التي تتعامل معه، والتي يرتبط عملها بحضور المدير، الذي لا يرد على هاتفه إلا إذا كان الاتصال من وزير الوظيفة العمومية حصرا.
المراقبون يتساءلون عن سبب استمرار هذا الوضع، في حين يجيب آخرون بأن الرجل يستقوي بنفوذ شقيقه الفريق محمد ولد الغزواني، قائد أركان الجيوش، وهو ما منحه حصانة من المساءلة عن التغيب المستمر، وحتى وزيره المباشر لا يعير اهتماما لتعليماته، ويتصرف كما لو كان المكتب الوطني للإحصاء منزلا خاصا به، يدخله متى شاء، ويغادره متى يريد، ويتصرف بأمواله في رحلاته السياحية التي لا تنتهي.
وكانت نقابات عمالية قد اشتكت من تصرفات ولد الغزواني، واتهمته بتحويل المكتب الوطني لطب الشغل إلى مؤسسة عائلية خاصة، نشير إلى أن المصطفى ولد الغزواني يتربع على هذه المؤسسة منذ أكثر من خمس سنوات.