إعلانات

تهديد غير مسبوق من "حزب الله" للسعودية "انتقاماً" للنمر

اثنين, 04/01/2016 - 00:28
نصر الله كرّر التصريحات الإيرانية (Getty)

ظهر الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، اليوم الأحد، وكأنه يردّد حرفياً الموقف الإيراني من تنفيذ السعودية حكم الإعدام بحق الشيخ السعودي، نمر النمر.

حتى في الشكل، ظهرت الصورة والشعار، اللذان وضعهما المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، نفساهما خلف نصر الله مع صورة وجه النمر وشعار "الصحوة لا تُقمَع".

ومثلما شنّت طهران حملة تهديدات كبيرة للرياض على خلفية الإعدام، فقد أطلق نصر الله تهديداً غير مسبوق ضد حكام المملكة، داعياً إياهم إلى "الاختباء" مما زعم أنه سيكون "الردّ الآتي ولو تأخر".

كلمة نصر الله، والتي كانت مقررة مُسبقاً لتأبين عضو المجلس المركزي في الحزب، الشيخ محمد خاتون، تحولت بشكل كامل لشتم حكام المملكة وتهديدهم، في انعكاس مباشر للموقف الإيراني الرسمي.

ووصف نصر الله في خطابه الحاد إعدام النمر بـ"الحادثة المهولة والضخمة والصادمة التي استخف بها آل سعود، فالإقدام على إعدام عالم دين إصلاحي كالشهيد النمر لا يمكن أن يمر على الإطلاق".

اقرأ أيضاً: تضامن خليجي ضد اقتحام السفارة السعودية في إيران

واعتبر نصر الله أن "عقلية الانتقام تسيطر على أداء آل سعود وليس العقل السياسي الحكيم وهو ما ترجمه قرار الإعدام وقبله قرار تدمير اليمن منذ عشرة أشهر"، بحسب نصر الله.

واعتبر الأمين العام لـ"حزب الله" أن الإعدام وجّه رسائل واضحة لكل العقلاء والوسطيين "الذين تأملوا بإمكانية فتح حوار بين السعودية وإيران".

وبعد وقت قصير على إنهاء نصر الله كلمته أصدر رئيس "تيار المستقبل"، النائب سعد الحريري، بياناً رد فيه على الكلمة التي وضعها في إطار "العاصفة الهوجاء التي صدرتها المواقع الإيرانية في طهران وبيروت وبغداد وصنعاء مستهدفة المملكة العربية السعودية على خلفية الأحكام القضائية".

وأسف الحريري في بيانه أن "يتقدم البعض في لبنان صفوف التحامل على المملكة وقيادتها، على صورة ما قرأناه وسمعناه من قيادات حزب الله والأتباع"، معتبراً أن "حزب الله يتصرّف بأنه مسؤول عن كل أبناء الطائفة الشيعية في العالم، من نيجيريا إلى البحرين إلى الهند والباكستان وصولاً إلى المملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج، رغم أن أبناء الطائفة الشيعية في البلدان العربية هم مواطنون في دولهم قبل أي شيء آخر، شأنهم في ذلك شأن كل المواطنين من مختلف الطوائف".

واعتبر الحريري أن التصرف الإيراني مع هؤلاء المواطنين بصفتهم "رعايا إيرانية في دولها بات يمثل الخلل الأكبر الذي يهدد العالم الإسلامي، ويحرك عوامل الفتن في غير مكان ومناسبة".

واتهم الحريري "حزب الله" بـ"السير على خطى إيران انطلاقاً من مرجعية سياسية زائفة، لإسقاط حدود السيادة الوطنية للدول القريبة والبعيدة، وإعطاء نفسه حقوقاً غير منطقية للتدخل في شؤونها والاعتراض على قراراتها". وقال الحريري إن المملكة السعودية "لم تتخل عن لبنان يوماً"، داعياً قيادات الطائفة الشيعية في لبنان للتعاون على "رفض العمل الجاري لتأجيج المشاعر وإثارة النفوس، والتزام الحكمة في مقاربة التحديات الماثلة وحماية الاستقرار الداخلي الذي يجب أن يتقدم على كل الولاءات".

وسبقت كلمة نصر الله وقفتان نظمهما عدد قليل من الأشخاص أمام المقر الجديد للسفارة السعودية في العاصمة بيروت، وأخرى أمام مقر "لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا" (الأسكوا)، في بيروت. رددوا خلالها الهتافات المناهضة للسعودية.

إلى ذلك، أعربت الأمانة العامة لقوى 14 آذار عن قلقها من "الأحداث التي تدور من حولنا وتأخذ بالمنطقة إلى مزيد من التشنج والتباعد والاصطدامات الطائفية والمذهبية والسياسية". 

ودعت الأمانة في بيان أصدرته الأحد إلى "عدم تحويل لبنان إلى خاصرة رخوة ومكان لتصفية حسابات الأحداث الكبيرة والخطيرة".