هسبريس - طارق بنهدا
يبحث المعتقلون السلفيون السابقون، وأبرزهم عبد الكريم الشاذلي، الذي يوصف بـ"أحد رموز السلفية الجهادية"، إمكانيات الانخراط ضمن هيئات مدنية وحقوقية، إذ أعلن عدد منهم تنظيم لقاء تأسيسي قريب لما أطقلوا عليه "الحركة السلفية للإصلاح السياسي"، والتي ستكون بمثابة الجناح الدعوي لحزب "الحركة الديمقراطية والاجتماعية"، الذي يقوده محمود عرشان، وينسق الشاذلي شؤونه وطنيا.
المثير في هذا اللقاء، الذي من المنتظر أن يثير جدلا لدى الهيئات المتابعة لملفات ضحايا الإرهاب، هو أنه سينظم داخل "فندق فرح" وسط الدار البيضاء، الذي اهتز يوم 16 ماي 2003 بتفجيرات إرهابية دامية، طالت أيضا المقبرة اليهودية و"دار إسبانيا"، وأسقطت 40 قتيلا، من بينهم 12 انتحارياً.
وعلمت هسبريس أن المعنيين اختاروا في السابق تاريخ 11 يناير الجاري، أي اليوم الذي يخلد لذكرى تقديم وثيقة الاستقلال، قبل أن يعلنوا تأجيل اللقاء ببضعة أيام لأسباب تتعلق بسفر "زعيم الحركة الديمقراطية والاجتماعية"، محمود عرشان، خارج التراب الوطني.
وكان معتقلون سلفيون سابقون، من المتهمين في الضلوع في "أحداث 16 ماي"، والذين جرى الإفراج عنهم منذ أسابيع بمقتضى عفو ملكي، قد التئموا يوم 1 نونبر من العام الماضي، بمدينة فاس، لإعلان انخراطهم في هيئة حقوقية أطلق عليها "هيئة المصالحة والدفاع عن الحريات"، وحركة دعوية هي "الحركة السلفية للإصلاح السياسي"، الجناح الدعوي لحزب "الحركة الديمقراطية والاجتماعية".
عبد الكريم الشاذلي نفى، في تصريح لهسبريس، أن يكون التنظيم الدعوي الجديد بديلا أو منافسا للتيارات الإسلامية الأخرى، من قبيل حركة "التوحيد والإصلاح" وجماعة "العدل والإحسان"، قائلا: "حركتنا مكملة لمجهودات الجميع؛ وحتى إن كانت هناك منافسة فهي شريفة في العمل الدعوي، واختلافنا سيكون تنوعا وليس اختلاق تضاد؛ لأن الجميع يعمل لمصحة البلاد والإسلام".
واعتبر الشاذلي، وهو الحاصل على دكتوراه في الفلسفة ويحضر لثانية في علوم الحديث، أن "اختيار فندق فرح لتنظيم اللقاء له دلالة خاصة، ويوجه عدة رسائل صريحة تهدف إلى المصالحة"، مردفا: "الخطوة رمزية، وتدل على أن من اتهموا بتفجيرات 16 ماي يمدون يد المصالحة لاستقرار وأمن البلاد عبر الانخراط السياسي والدعوي".
ويخوض الشاذلي، الذي حكم عليه بـ30 سنة سجنا نافذا بعد أحداث 16 ماي الإرهابية، قبل أن يغادر السجن بمقتضى عفو ملكي، مطلع 2012، تحركا داخل السجون وخارجها، بهدف استقطاب نشطاء سلفيين ومعتقلين سابقين ضمن ملفات مكافحة الإرهاب، واستطاع إقناع عرشان بضم المقتنعين بالانخراط في العمل السياسي إلى صفوف حزب "النخلة".