.gif)
.jpg)
في زمنٍ تختلط فيه الأصوات وتُشوَّه فيه الحقائق، يبقى أبو حفص الموريتاني، الشيخ محفوظ ولد الوالد، شاهدًا على اتزان العقل وصدق المسار، ورمزًا لموريتانيٍ حمل فكرًا، ثم راجع فكره بشجاعة العالم ومسؤولية المصلح.
لقد خاض الرجل تجارب فكرية كبرى في محطاتٍ مختلفة من حياته، لكنه ظلّ نقيّ الكف، لم يُدن في أيّ قضية، ولم يُعرف عنه أنه أمر بقتل أحد أو شارك في إراقة دمٍ موريتانيّ واحد.
وهو ما يُثبت أن مسيرته الفكرية، وإن مرّت بمفاصل حساسة من تاريخ الأمة الإسلامية، بقيت محكومة بالنية الصادقة، والحرص على الأمة لا على سفك دمائها.
اليوم، تُراشُ للنيل منه سهام التشهير من أطرافٍ لا تعرف من تاريخه إلا العناوين، ولا من مسيرته إلا ما يُروَّج في حملات مغرضة، متناسيةً أن الشيخ محفوظ ولد الوالد كان أول من دعا إلى المراجعة الفكرية، وأول من قدّم نموذجًا لمصالحةٍ بين الفكر والدين والواقع.
إنّ الإنصاف يقتضي أن يُذكر الرجل بما قدّم لا بما قيل عنه، وبما أصلح لا بما اتُهم به. فقد قدم صفحاتٍ من العلم والفكر، ومواقف من الاعتدال والتجديد، تُعبّر عن عالمٍ نضج بالحوار لا بالخصومة، وبالقلم لا بالبندقية.
هذا ما كتبناه قبل سنوات أثناء حملة صديقنا "الهدهد"عليه، انصافا للرجل وإحقاقا للحق.
