إعلانات

تاجر المخدرات البارون ولد محمد عيسى .. ينجو من كمين أمني محكم

جمعة, 10/10/2025 - 17:17

شهدت ضواحي سلوان بإقليم الناظور، فجر الإثنين، واحدة من أكثر العمليات الأمنية إثارة في الآونة الأخيرة، بعدما تمكن الملقب بـ“ولد عيسى”، شريك الموقوف "موسى" صاحب العرس الأسطوري، وأحد أخطر المبحوث عنهم في قضايا التهريب الدولي للمخدرات، من الفرار مجددًا من قبضة المصالح الأمنية، رغم كمين محكم نفذته عناصر مكافحة العصابات والشرطة القضائية على مستوى طريق حاسي بركان، بمنطقة أولاد شعايب.

منزل فاخر ومنفذ سري

وبحسب مصادر موثوقة، فإن العملية جاءت بعد أسابيع من التحريات الدقيقة والمراقبة السرية، إثر توصل الأجهزة الأمنية بمعلومات تؤكد تواجد خليفة موسى "ولد عيسى" داخل فيلا فاخرة يُشتبه في اتخاذها وكراً سرياً لتدبير أنشطته المشبوهة. إلا أن لحظة تنفيذ المداهمة، التي جرت في الساعات الأولى من الصباح، تبين أن المعني بالأمر تمكّن من الفرار عبر منفذ سري مموه داخل جدار الفيلا.

ورغم الطلقات التحذيرية التي أطلقتها عناصر الأمن لمحاولة توقيفه، نجح "محمد عيسى" في ركوب سيارة رباعية الدفع والانطلاق بسرعة جنونية، مخترقًا الطوق الأمني ومحبطًا عملية التوقيف، وسط دهشة من طريقة الإفلات المتقنة التي كشفت عن وجود استعداد مسبق ومخطط للهروب.

علاقة مشبوهة بعقارات مسؤولين جماعيين

المعطيات التي حصلت عليها جريدة "عبّر.كوم"، كشفت أن الفيلا المداهمة كانت موضوع نزاع قانوني، وتعود ملكيتها لعضوين بالمجلس الجماعي لمدينة الناظور، كانا قد قاما ببيعها لعم "ولد عيسى"، في صفقة لا تزال في طور استكمال الوثائق القانونية. وتم الاستماع إليهما من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، في إطار التحقيق حول العلاقة المحتملة بين المشتبه فيه ومسؤولي الجماعة.

كما تبين أن أحد المالكين حاول، في وقت سابق، الحصول على شهادة الأراضي غير المبنية، لكن طلبه قوبل بالرفض من طرف جماعة سلوان، بسبب مخالفة الفيلا والمسبح المقام عليها لقانون التعمير. وهو ما دفع السلطات المحلية، مباشرة بعد عملية المداهمة، إلى الشروع في إجراءات هدم العقار.

وتشير المعطيات إلى أن أحد المالكين، وهو مستشار جماعي، استخرج شهادة إدارية قبل أيام قليلة من تنفيذ العملية الأمنية، تفيد بتأجير الفيلا إلى عم "ولد عيسى"، في محاولة واضحة لإبعاد الشبهة عن المستفيد الحقيقي، الذي لم يكن سوى المبحوث عنه نفسه.

تحقيقات مستمرة في واحدة من أعقد قضايا الناظور

وتواصل الأجهزة الأمنية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، تحقيقاتها لفك لغز هروب خليفة البارون موسى، الملقب بـ“محمد عيسى”، وتحديد جميع الأطراف المتورطة، سواء من داخل الشبكة الإجرامية أو من مسؤولي الجماعة الذين تربطهم صلات مباشرة أو غير مباشرة بالعقار.

وتُعتبر هذه القضية من أكثر الملفات حساسية وتعقيدًا في جهة الشرق، بالنظر إلى تشعبها وارتباطها بشبكات دولية للاتجار في المخدرات، إضافة إلى شبهة التستر أو التواطؤ من بعض الأطراف المنتخبة.

حري بالذكر، أن شبكة موسى الذي أوقفته المخابرات المغربية في عملية أمنية بمدينة سلا مؤخرا، لها أذرع عدة، وتدار خارج وداخل المغرب، من قبل أحد المطلوبين للعدالة، ويعتبر هو الرأس المدير للشبكة، ويسمى لطيف، وحسب مصادرنا، فإن موسى وحتى ولد عيسى يعتبران خدم له مقارنة بما يمكلك ويدير المسمى "لطيف".