
إن صور الاربع و العشرين ساعة الماضية من بامكو غير مسبوقة ، و رغم صمت السلطات المالية يتزايد شح المواد الغذائية ، و قد تفاقم هذا الوضع فى أنحاء عديدة من البلاد منذ بداية سبتمبر ، و يظهر عجز المجلس العسكري المسيطر على السلطة بشكل كبير عن توفير إمدادات الوقود الذي يعتبر سلعة حيوية للاقتصاد و السكان .
وصل سعر البنزين فى بعض مناطق بامكو إلى 3500 فرنك إفريقي للتر الواحد مع نفاذ مخزونه من محطات عديدة داخل العاصمة .
أكثر المدن تضررا حسب أتصالنا ببعض الأشخاص هناك كانت مدن موبتى و سان و كوتيالا و سيغو و نيورو و سيكاسو و بامكو ، و
أصبحت الحياة الاقتصادية شبه مشلولة فى هذه المدن ...
من كان يصدق أن الإبتعاد عن بامكو ب 20 كلم سيكون صراع وجودي قد يكلف الشخص حياته
للأسف هذا هو وجه مالي الحزين اليوم ، و التى تعيش رهينة قادة عسكريين باليبن غارقين فى الدعاية و إنكار الواقع ، و عصابات مسلحة أتت من القرون الوسطى تقتل و تحرق و تدمر بشعارات جهادية تقبع خلفها طموحات عرقية تتجاوز جغرافيا مالى ....
تدهور الوضع الاقتصادي فى مالي نتيجة حصار ماسينا جعل أهم منجم للذهب ساديولا يتوقف عن العمل بسبب نقص الوقود و يمثل الذهب أحد أهم مصادر العملة الصعبة حيث يسهم بنسبة 85% من موارد الدولة
يوما بعد يوم تغرق مالي فى أزمة متعددة الأبعاد حيث يتسبب نقص الوقود فى و الظلام الناتج عن أنقطاع التيار الكهربائي فى قيادة البلاد نحو مستقبل مجهول سيدفع الإقليم بالكامل ثمنه ...
إن موريتانيا هي أول المتضررين مم أنهيار الدولة فى مالي ، و مجاورة تنظيمات أرهابية لها أطماع قومية ..
ليس مطلوب من موريتانيا اليوم الدخول فى حرب أستنزاف ضد تلك الجماعات لكنها تحتاج إلى مزيد من التبصر و الفعل ...
الوقت يمضى و الخطر يزداد ، و على صانع القرار أن يسعى لإنقاذ ما يمكن أنقاذه ..
لعل أهم خطوة اليوم تحتاجها مالي هي محاولة إقناع حكامها بالنزول عن الشجرة و إجراء مصالحة مع الجارة الكبرى الجزائر ثم إعادة أحياء اتفاق الجزائر و المساعدة فى دعم هدنة إنسانية بين التنظيمات المسلحة و الدولة المالية لإجراء حوار مستقبلي شامل لتحقيق سلام شامل داخل الأراضي المالية ...
أيضا موريتانيا مطالبة بخطوات أخرى لتحصين جبهتها الداخلية و مراقبة كل ما يحدث و الاستعداد للفعل إذا لزم الأمر...
نقلا عن صفحة المدون / جدو إسلمو.