إعلانات

من القطيعة إلى المصافحة.. مشهد نادر يجمع بنكيران ووهبي في الرباط

أربعاء, 24/09/2025 - 13:42

في لحظة لافتة جمعت بين الرمزية السياسية والدلالة الإنسانية، احتضنت السفارة السعودية في الرباط، مساء الثلاثاء 23 أيلول/سبتمبر 2025، لقاءً نادرًا بين رئيس الحكومة المغربية الأسبق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، ووزير العدل الحالي والأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي، وذلك خلال حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة بمناسبة العيد الوطني للمملكة العربية السعودية.
ورغم ما بين الرجلين من خلافات حادة وسجالات علنية واتهامات متبادلة طيلة السنوات الماضية، فقد شهد اللقاء لحظة إنسانية مؤثرة حين أقدم وهبي على تقبيل رأس بنكيران أمام الحاضرين، في مشهد أثار اهتمامًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية المغربية، واعتُبر خطوة رمزية تتجاوز بروتوكول المناسبة إلى ما هو أعمق في الدلالات السياسية.
خصمان سياسيان تحت سقف واحد
يمثل اللقاء، وفق الكاتب والباحث في الشؤون السياسية المغربية الدكتور نور الدين لشهب، لحظة استثنائية في المشهد السياسي المغربي، إذ طالما اتسمت العلاقة بين بنكيران ووهبي بالتوتر والحدة، سواء خلال فترة تولي بنكيران رئاسة الحكومة (2011-2017)، أو بعد صعود وهبي إلى وزارة العدل في حكومة عزيز أخنوش.
ووصل الخلاف بينهما إلى مستويات غير مسبوقة من التصعيد، خصوصًا في النقاشات المرتبطة بـ تعديل مدوّنة الأسرة وما يُعرف بملف “العلاقات الرضائية”، حيث اتهم بنكيران وهبي بـ”العبث بالثوابت الإسلامية للمجتمع المغربي” و”محاولة فرض قيم غريبة عن هوية البلاد”، فيما ردّ وهبي باتهام بنكيران بـ”الشعبوية” و”التحريض على الانقسام المجتمعي” و”التعاطي الأخلاقي بدلًا من القانوني مع القضايا الاجتماعية”.
ولم تقتصر المواجهات بين الرجلين على المنابر الإعلامية، بل امتدت إلى جلسات البرلمان ومناسبات سياسية عدة، ما جعل أي لقاء بينهما أمرًا مستبعدًا في نظر المتابعين.