.gif)
.jpg)
في مجموعات الواتساب الخاصة وبين جلسات الشباب المباشرة، تجري مناقشات متواصلة تكشف عن وعي سياسي متزايد في بلحراث(١)حول مستقبل المدينة وخياراتها. النقاش اليوم لم يعد مجرد تعبير عن الغضب من التهميش أو استياء من غياب المشاريع، بل أصبح قراءة دقيقة لمسار طويل من التجاهل للنواحي التنموية وللمركزية التاريخية للمدينة.
ما يزيد الوضع تأزمًا هو محاولة مندوبية تآزر تحويل عاصمة البلدية من مكانها، وهو قرار اعتبره الشباب بمثابة تحد صارخ للقانون ومحاولة مباشرة للنيل من مكانة المدينة وحقوق ساكنتها.
هذا القرار لم يأتِ في فراغ، بل جاء بعد سنوات من التهميش والتجاهل لموقع بلحراث (١)
الاستراتيجي والرمزي، ما جعل النقاش بين الشباب أكثر حدة ووعيًا.
في هذا السياق، بدأ خيار محاولة الانفتاح على حركة إيرا، بقيادة بيرام الداه أعبيد، يلقى صدى واسعًا بين الشباب، ليس كرفض للسياسيين المحليين أو للحزب الحاكم فحسب ، بل كبحث عن مساحة سياسية جديدة تعبّر عن صوت المدينة وتضع مصالحها في مقدمة الأولويات، بعيدًا عن الحسابات الضيقة والوصاية التقليدية.
الشباب اليوم لا يكتفي بالنقاش، بل يستعد لتوجيه دعوة رسمية لبيرام لزيارة بلحراث، كخطوة رمزية ومباشرة لإظهار جدية مطالبهم وحماية حقوق مدينتهم، مؤكدين أن أي مسار سياسي مستقبلي يجب أن يضع صوت ساكنة بلحراث في قلب المعادلة الوطنية.
إن ما يجري يعكس لحظة انتقالية حقيقية: جيل جديد يسعى لصوغ مساره بنفسه، مدفوعًا بالوعي بحقوق مدينته، مع احترام التوازنات المحلية، دون التسليم بالوضع الراهن أو المهادنة مع التجاهل القانوني والمؤسسي.
