إعلانات

تاريخ ومصير الرؤساء في موريتانيا مع الانقلابات العسكرية

جمعة, 18/07/2025 - 09:31

قاد المرحوم المصطفى ولد محمد السالك انقلابَ العاشر من يوليو ولم يلبث أن أُطيح به في انقلابٍ آخر على أيدي رفاقه العسكريين، ثم أدخله محمد خونا ولد هيداله السجنَ ولم يخرج منه إلا مشرِفاً على الوفاة، جرّاء أربع سنوات من التعذيب والتجويع أمضاها في قبو سري ضيق ورطب ومظلم في سجن الجريْدة سيء السمعة.
وبدوره، تعرّض هيدالة لمصير مماثل على يد رجله "المخلص" وقائد أركان جيشه معاوية ولد الطايع الذي أطاح به أثناء سفره إلى الخارج، وما أن عاد حتى زَجَّ به في سجن الجريْدة الرهيب، قبل نقله إلى سجن كيهيدي حيث أمضى عدة أعوام في زنزانة انفرادية ضيقة ومظلمة لا مؤنسَ له فيها سوى البعوض. 
 ثم أُطيح بولد الطايع، حين كان هو أيضاً في سفر إلى الخارج، على يد أقرب مقربيه حينها، ألا وهو قائد حرسه محمد ولد عبد العزيز.. ولو أنه تهوّرَ وعاد مِن الخارج، كما فعل هيدالة، للقيَّ مصيراً مشابهاً لمصيره، أي لألْقى به "عزيز" في غياهب المعتقل - القبر.
وقد حاول "عزيز" تَجنُّبَ مصائرِ أسلافه في الحكم، إذ اصطنع لنفسه "حزباً كبيراً"، وادّخر لها ثروةً طائلة، ووضع رجالَه في أهم مفاصل السلطة.. لكنْ لم يغنه حذرُه مِن قدَره، وها هو معتقَلٌ انفرادياً منذ خمسة أعوام، ويقول محاموه إنه محروم من العلاج والرياضة والشمس، ومن لقاء ذويه ومحاميه أيضا، وإنه يعاني اعتلالاتٍ صحيةً (عضوية ونفسية) تهدد حياتَه.
أتمنى أن تكون هذه آخرُ حلقات المسلسل المأساوي لمصائر الرؤساء العسكريين ومآلاتهم القاسية، وأنْ نعتاد مستقبلا على رؤية رؤسائنا وهم يغادرون القصرَ في أمان واطمئنان ليعيشوا حياتَهم سعداء كباقي خلق الله الآخرين، دون خوف مِن مكائدَ بحقهم ولا تحسباً لملاحقات انتقامية تستهدف تدميرهم جسدياً ومعنوياً!

نقلا عن صفحة الكاتب / محمد المنى .