اتهمت جماعة الحوثي، الجمعة، المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بـ"الانحياز الواضح وعدم الحياد" في مواقفه بشأن التصعيد في البحر الأحمر، ولوّحت بوقف التواصل الرسمي معه ومع مكتبه، على خلفية ما وصفته بـ"تجاهله للعدوان الإسرائيلي على اليمن وغزة".
جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية في حكومة الحوثيين نشرته وكالة "سبأ" بنسختها التابعة للجماعة، عقب يوم واحد من دعوة غروندبرغ الحوثيين إلى وقف الهجمات البحرية، معبّراً عن قلقه من تداعياتها على أمن الملاحة الإقليمية والدولية.
انتقادات حادة للموقف الأممي
واعتبرت الخارجية الحوثية أن بيان المبعوث الأممي "يعكس عدم حياديته ويفتقر إلى التوازن"، منتقدة تجاهله الكامل لما وصفته بـ"جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة"، مضيفة أن الأمم المتحدة "لم تحرك ساكناً" حيال ذلك، بحسب البيان.
وقالت الوزارة إن غروندبرغ كان يفترض أن يُعرب عن القلق إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على اليمن واستهداف المنشآت المدنية، لا أن يركّز فقط على الهجمات البحرية الحوثية.
ألمحت الجماعة إلى تصعيد محتمل يتجاوز قطع التواصل مع مكتب المبعوث الأممي، دون أن توضح طبيعة الخطوات التالية.
واتهم البيان غروندبرغ بـ"الاستمرار في تبنّي رواية منحازة، تتجاهل حقوق الشعب اليمني"، كما جاء فيه.
على خلفية استهداف السفن
وكان غروندبرغ قد عبّر، في بيان الخميس الماضي، عن "قلقه البالغ" إزاء تصعيد جماعة الحوثي في البحر الأحمر، لا سيما الهجوم الذي استهدف السفينة "إيترنيتي سي" يوم 8 تموز/يوليو الجاري٬ وأدى إلى غرقها، وتسبب في وفيات وإصابات، فيما لا يزال عدد من طاقمها في عداد المفقودين.
وأشار البيان إلى الهجوم السابق الذي طال السفينة "ماجيك سيز" في 6 تموز/يوليو الجاري٬ داعياً الحوثيين إلى وقف هذه العمليات التي "تفاقم التوترات في اليمن ومحيطه الإقليمي".
وفي تفاصيل إضافية، ذكرت مهمة "أسبيدس" الأوروبية أن السفينة "إيترنيتي سي" كانت تقل 22 بحاراً بينهم 21 فلبينياً ومواطن روسي، بالإضافة إلى فريق أمن مكوّن من 3 أفراد.
ووفق وكالة "أسوشييتد برس"، فقد تم إنقاذ 6 أشخاص حتى مساء الأربعاء الماضي، دون تأكيد مصير الآخرين.