كشفت تركيا عن عزمها إنشاء جهاز مستقل للأمن السيبراني بهدف حماية مؤسساتها من الاختراقات والهجمات الرقمية، وذلك في أعقاب تفجيرات أجهزة الاتصالات اللاسلكية في مناطق مختلفة من لبنان.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الخميس، إن "هناك وعيا كبيرا بالأمن السيبراني في مؤسساتنا في بلادنا. ولدينا أيضا مديرية عامة في وزارة النقل والبنية التحتية تعنى بهذا الموضوع".
وأضاف في تصريحات صحفية لوكالة الأناضول التركية: "تتمتع وكالة الاستخبارات الوطنية بقدرات عالية الكفاءة في المسائل المتعلقة بالأمن السيبراني. هناك موهبة لدينا في جهاز الشرطة".
وأشار الوزير التركي، إلى أن حكومة حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، طرحت مؤخرا مسألة إنشاء جهاز مستقبل للأمن السيبراني على جدول أعمالها"، موضحا أن مجلس الأمن القومي أجرى نقاشات في هذا الصدد. ولفت إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان أعرب عن تأييده بشأن ضرورة المضي قدما في إنشاء جهاز مستقل للأمن السيبراني في تركيا.
وشهدت مناطق مختلفة من لبنان يومي الأربعاء والثلاثاء، تفجيرات واسعة لأجهزة اتصالات لاسلكية من نوعي "بيجر" و"ووكي توكي- آيكوم ICOM V82"، ما أسفر عن سقوط 32 شهيدا وإصابة نحو 3250 آخرين بجروح مختلفة، وفق بيان وزارة الصحة اللبنانية.
وحملت الحكومة اللبنانية وحزب الله دولة الاحتلال المسؤولية عن موجة انفجارات أجهزة الاتصالات اللاسلكية "بيجر"، التي وقعت على نطاق واسع في لبنان، وامتد صداها إلى العاصمة السورية دمشق، حيث وقعت إصابات في صفوف عناصر حزب الله هناك.
"بين أفضل 10 دول عالميا"
وفي أول تصريح له عقب تفجيرات لبنان، أوضح وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو، أنه "لا توجد دولة في العالم تنتج جهازا بنسبة مئة بالمئة"، مشيرا إلى أن بلاده "تسعى لإنتاج جميع المكونات الرئيسية" المتعلقة بالأجهزة المعتمدة على التكنولوجيا، وذلك بهدف القضاء على أي احتمال بإمكانية اختراقها من الخارج.
ولفت أورال أوغلو، إلى أن "هناك العديد من الاحتياطات التي يجب اتخاذها على الجانب الرقمي"، معتبرا أن بلاده "أحرزت تقدما جديا" في هذا الإطار، حيث أصبحت بين "أفضل 10 دول في العالم في مجال الأمن السيبراني".
وبحسب وزير النقل والبنية التحتية التركي، فإن أنقرة تقوم بمنع أكثر من 400 هجمة إلكترونية بشكل يومي.
وفي وقت سابق الخميس، أوضحت مصادر في وزارة الدفاع في إطار حديثها عن التدابير المتخذة بعد تفجيرات أجهزة الاتصالات في لبنان، أن القوات المسلحة التركية "تستخدم أنظمة وبرامج الاتصالات المحلية والوطنية. ولا يشارك أي طرف ثالث في عملية الإنتاج بأي شكل من الأشكال".