طرحت مجلة "فورين بوليسي" تساؤلات حول تصاعد تهديدات الاحتلال للبنان، وأشارت إلى مدى قدرة الاحتلال على ردع حزب الله.
وأشارت في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن الوضع على الخط الأزرق الفاصل بين الحدود اللبنانية وإسرائيل متقلب، ومهما كان الخطاب المتبادل بين حزب الله وإيران وإسرائيل إلا أن القلق من حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل يتزايد.
وأضافت: "الحكمة التقليدية تقول إن أي مواجهة بسيطة على الحدود قد تتحول إلى حرب شاملة. ولأول مرة منذ وقت طويل فالخوف من الحرب بات ملموسا. ويقوم اللبنانيون بتخزين المواد الغذائية وملء مركباتهم بالوقود وشراء حفاظات الأطفال بكميات كبيرة. ووضعت بعض الدول الغربية قواتها في حالة تأهب من أجل القيام بعمليات إجلاء لرعاياها ودعت دول أخرى رعاياها لمغادرة لبنان قبل أن تتوقف الرحلات الجوية إلى لبنان".
وشهد مطار رفيق الحريري، المطار الدولي الوحيد في البلد وقصفته إسرائيل في عام 2006 حالة من الفوضى عندما اخترقت المقاتلات الإسرائيلية جدار الصوت وهشمت النوافذ في وقت حلقت فيه مسيرات برسالة صوتية تدعو سكان بنت جبيل للانقلاب على حزب الله.
ويتفق كل اللبنانيين على أن احتمال أن الحرب مع الاحتلال بات أعلى من عام 2006، ولو كان هدف إسرائيل ردع حزب الله وللأبد، فالحرب قد لا تكون الإستراتيجية الأفضل.
وربما ناقش البعض أن الوضع القائم قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ربما كان أحسن سيناريو لإسرائيل. فقد ظلت الحدود هادئة منذ عام 2006، وفي الوقت نفسه فالمعارضة تتزايد داخل لبنان ضد حزب الله، وتحالفه مع إيران الذي أغضب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فالسعوديون هم من كبار المستثمرين في لبنان، كما أن انفجار مرفأ بيروت أغضب الرأي العام.
وقالت المجلة "من الاستراتيجيات التي يفكر بها الإسرائيليون حاليا هي تحديد القتال في المناطق التي يهمين عليها الحزب في جنوب لبنان، الضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع. وسيؤدي هذا إلى تعطيل اقتصاد لبنان المنهار بالفعل. ولكن الهدف الاستراتيجي الرئيسي لهذا هو دفع أنصار الحزب الشيعة إلى مناطق أخرى من البلاد التي تعيش فيها الطوائف الأخرى وبالتالي زيادة التوترات الاجتماعية".
ويعتقد الإسرائيليون أن هذا من شأنه أن يردع حزب الله محليا. ونقلت الكاتبة عن عيران ليرمان، نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق قوله: "أشعر بالقلق بشأن الشيعة هناك الكثير من الناس لديهم حسابات لتسويتها مع حزب الله منذ انفجار بيروت أو منذ مقتل السنة في الحرب السورية". وقال إن الإسرائيليين ليس لديهم أي شيء ضد اللبنانيين، وحتى لو اندلعت حرب شاملة فلن تحاول إسرائيل ضرب البنى التحتية للبنان أو ملاحقة الناس الذين يعملون على الأرض، في إشارة للاعبين المعادين لحزب الله في البلد.